نداء إذاعي- تلفزيوني للامام الخميني (قدس سره)للشعب الايراني بمناسبة حلول السنة الجديدة
التاريخ: 1 فروردين 1363 ه- ش/ 17 جمادى الثانية 1404 ه- ق
المكان: طهران، جماران
بسم الله الرحمن الرحيم
أسأل الله تبارك وتعالى أن يكون العام الجديد مباركاً على جميع مسلمي العالم لاسيما الشعب العزيز ببركة ولي الأمر سلام الله عليه الذي يعد هذا البلد بلده. بارك الله هذا النصر االكبير للاسلام على الكفر، وبارك هذا الجهاد الكبير الذي يخوضه مجاهدونا في سبيل الاسلام. بارك الله هذا العيد للجميع إن شاء الله. راجياً الله تبارك وتعالى أن يحقق بلطفه الخاص انتصارات أكبر لهذا الشعب وأسأله تعالى أن يرزق شهداءنا الذين ضحوا بأرواحهم رحمته، وأن يبارك هذا العيد إن شاء الله على شعبنا جميعاً وبخاصة عوائل الشهداء والجرحى والمعاقين ومن يعتبرون في عداد المفقودين وأسرهم، وجميع المجاهدين كي يتمكن هذا الشعب في ظل العناية الالهية وفي ظل رعاية ولي الأمر- سلام الله عليه- روحي فداه، من إيصال ما طلبه الله تبارك وتعالى منه إليه، ويقطع أيدي الظالمين من هذا البلد. إن هذا العيد بداية لنيل الشعب مطالبه إن شاء الله، المطالب التي هي مطابقة لإرادة الله تبارك وتعالى. فمثلما سار قدما بكل قوة وقطع أيدي الظالمين من هذا البلد سيواصل تقدمه في هذا الطريق بكل قوة وصيانة بلاده. وآمل أن ترفرف راية الاسلام على رؤوس جميع المسلمين ويتمكن الاسلام من قطع أيدي الظالمين من البلاد الاسلامية وأن يوفق هذا الشعب للعمل في سبيل الله لنيل رضاه.
ثمة انطباعات مختلفة عن الأعياد الإسلامية عند أهل الرأي والعرفاء. إن انطباع أهل العرفان الإلهي عن العيد مختلف تماماً عن انطباع الآخرين. فهم بعد تحمل الرياضات الصعبة في شهر رمضان المبارك، يعتبرون يوم العيد يوم لقائهم بالله. (ألغيرك من الظهور ما ليس لك) إنهم يعتبرون كل شيء منه ويحتفلون بذلك العيد، لأنه يوم الورود على الله بعد الرياضات. وفي عيد الأضحى يستعدون للّقاء بعد أن تركوا جميع الأحبة، والتضحية بكل نفيس في سبيل الله. إنه يوم اللقاء. وإن تجمع المسلمين في يوم الجمعة عند أهل المعرفة استعداد للقاء الله. إذاً فإن انطباع هؤلاء عن العيد مختلف عن انطباعنا، ونحن نأمل أن نعرف بعض تلك التجليات تبعاً لأولياء الله وأن يدخل قلوبنا قليل من تلك المعرفة. وأرجو أن يتحول جميع أبناء شعبنا مثل شبابنا الذين تغيروا نهائياً وطووا الطريق الطويل بين ليلة وضحيها. لقد هبّ نسيم المعرفة في بلادنا بحمد الله. لذلك فإن الانتصارات التي حققناها ليست انتصارات شعب أعزل بأربعين مليون نسمة وانما هي انتصارات أتحفنا الاسلام بها. لقد منّ الله تبارك وتعالى بها علينا. فليقل الشرقيون والغربيون ما يحلو لهم، إننا نواصل دربنا ونرجو أن نبلغ نهاية الطريق. إن الأعداء الذين خسروا مصالحهم في هذا البلد يخافون من أن يخسروها في البلدان الأخرى لذلك يحوكون مؤامراتهم ويواصلون عدوانهم، إلا أن الله تبارك وتعالى سيقضي على هذه المؤمرات بمشيئته. وآمل أن يتطور هذا البلد بيمن بركات صاحب العصر- سلام الله عليه وروحي فداه- من الناحية الأخلاقية والدينية والمعنوية والمادية وسائر النواحي. وإن كل يوم يمر علينا أفضل من اليوم الماضي بحمد الله. وانني آمل أن يكون هذا العام خيراً من الأعوام الماضية وأن يوفق الله الجميع ليقدروا نعم الله، وأن يعلموا أن كل شيء من عنده.
صحيفة الإمام(ترجمة عربية)، ج18، ص: 316