كان ذلك في الثاني من شهر إسفند. لم يتبقَّ إلا أيام قليلة على نهاية عام 1367 هـ.ش، حين كتب الإمام رسالةً إلى أحد خاصته، فكانت رسالةً مليئة بالمحبة والمودّة.
وبحسب ما أفاد به مراسل جماران، فقد كان الثاني من شهر إسفند عام 1367 هـ.ش، الموافق للرابع عشر من شهر رجب عام 1409 هـ.ق، حين كتب الإمام الخميني (قدس سره) رسالة إلى سماحة الشيخ حسن صانعي (رحمه الله)، عبّر فيها عن تقديره وإجلاله له. وجاء في نص الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة حجّة الإسلام، الحاج الشيخ حسن صانعي ـ دامت بركاته ـ
لا أدري من أين أبدأ الحديث عن معرفتي بك. فأنت من أقدم الأشخاص الذين كانوا إلى جانبي. كنتُ قد وجدتك صادقاً وقريباً قبل أن يُنبت وجهك عُشب الشباب، وذلك منذ أعوامٍ طويلة قبل انطلاق نهضة الخامس عشر من خرداد.
كنتَ جندياً مجهولاً في هذه الثورة، وأنت تعلم أن لا شيء أفضل من الجندية المجهولة. أنت شخصٌ يحمل في ذاكرته ذكرياتٍ مرّة وحلوة عن أيام النضال القديمة؛ ذكيّ، قليل الكلام، حكيمٌ وحذر.
كنت دائمًا محروق القلب وسط أمواج النضال. قلّما رأيتُ في أحدٍ من الناس مثل ما كان في قلبك من بغضٍ للشاه. لم تشكك فيّ أبداً في خضم الأزمات والضغوط، وإن كنتَ أحياناً تشعر بالتعب والحزن.
حين كنتَ مسؤولاً عن إدارة شؤون رواتب الطلاب في ظل ضغط جهاز الشاه، وكنت تقع أحياناً في حصار العدو، لم يكن من النادر أن تتناول وصولات استلام أموال الخيرين ـ خلال خمسة عشر عامًا من النضال ـ كما يتناول الإنسان طعامًا لذيذًا. فنسأل الله أن تكون مكافأتك عنده لذيذةً كما كانت تلك اللحظات.
لن أنسى أبداً ذكاءك، ورقّة روحك، وصدقك. أنت سريع الغضب وعاقلٌ في ذات الوقت. أسأل الله أن يجعل العقل يغلب الغضب لديك.
إنني أثق بك تماماً، لذا فأنت وكیلي في جمیع الأمور الشرعیة. وقد كتبتُ هذه الأسطر لأؤدي شيئاً قليلاً من الحق الكبير الذي لك عليَّ وعلى الثورة.
نسأل الله أن يكون عونك وراعيك.
ولا تنساني من دعائك الخيّر. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
۲/۱۲/۱۳۶۷ هجری شمسي
١٩٨٨ ميلادي
روح الله الموسوي الخميني
-------------
القسم العربي، الشؤون الدولية.