فيما يلي نص البيان الذي أصدره حجة الإسلام و المسلمين السيد حسن الخميني ، بمناسبة استشهاد القائد يحيى السنوار ، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس: شهادة المجاهد الصامد يحيى السنوار ، الملحمية ، فتحت صفحة جديدة في تاريخ كفاح الشعب الفلسطيني ، و أحيت عالما مفعما بالحب لمقارعة الظلم ، في قلوب كافة احرار العالم . ان مسار نضال الشهيد السنوار ، يشير للجميع الى خط بارز من المساعي الدائمة ، الراسخة للكفاح ، التي امتزجت بالذكاء الثاقب و قدرة القيادة القوية ، ضد العدو المعتدي ، المحتل . لقد ولد السنوار في فترة الاحتلال ، و ذاق مرارة التشرد بكل وجوده ، و راح يفكر ، يطالع و يكتب ، خلال تواجده لسنوات ممتدة في سجون الكيان الصهيوني ، و من ثم تربع على مقعد القيادة . علينا ، الالتفات إلى سلوكه ، كفاحه و خططه ، من هذه الزاوية و ابداء الرأي حول ذلك . لم يكن السنوار عسكريا ، فقط ، بل سياسيا و مدبرا ، أيضا ، و لم تكن له تجربة مفيدة فيما يتعلق بمشاريع المصالحة . ان استشهاده الرائع وسط المعركة و النضال ، وفي الخط الامامي إلى آخر لحظة ، يكفي، وحده ، لتبديل ذلك ، إلى لوحة مثيرة امام أنظار جميع محبي مسار المقاومة و الكفاح ، ضد المحتلين المدعومين بقوى العالم المادية ، باقية إلى الأبد في حافظة الناس أجمعين . كان هذا الشهيد الجليل ، إضافة إلى كل ما تمتع به من مناقب و ميزات ، مفتونا بعلي (ع) و الحسين (ع) ، و تابعا لمدرستهما ، وقد تحول، اليوم ، إلى رمز لوحدة كافة المسلمين ، سواء الشيعة منهم و السنة ، على مسار مقارعة الاستكبار الأمريكي و الصهيوني . لقد استشهد يحيى السنوار و التحق بركب قادة المقاومة ، و خلد هدفه و جهاده الفريد ، في تهويدة الأمهات للأطفال الفلسطينيين ، اناشيد الشعراء ، قصص الكتاب ، رسوم الفنانين و صور الإعلام ، حيث يتكرر بأستمرار . ان الاحتلال ينتهي بدون شك ، و سيصل المحتلون إلى خط النهاية ، لأنهم لا يبيعون للناس متاعا ، غير الجريمة ، الاغتيال و التوحش . انني ، في الوقت الذي أتقدم فيه ، بالتهاني و التعازي ، بهذا الاستشهاد الكبير ، إلى المجاهدين الأعزاء في حركة حماس ، والشعب الفلسطيني ، أؤمن بأن مسير الشهيد السنوار ، سيتواصل بقدرة أكثر من قبل . "و ما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم . ".
السيد حسن الخميني . ٢٧ مهر ١٤٠٣ ه. ش . / ١٤ ربيع الثاني ١٤٤٦ للهجرة.
__ القسم العربي ، الشؤون الدولية.