موقع جماران الاخباري ـ في كلمة له في الملتقى الذي نظمته مؤسسة تنظيم ونشر تراث الامام الخميني تحت عنوان " اضواء على ما يحدث ففي فلسطين "، وحضره حجة الاسلام والمسلمين سيد حسن الخميني، أكد ممثل حركة الجهاد الاسلامي في ايران ان ابناء غزة لن يهزموا قط، وان المقاومة الفلسطينية لن تطأطأ رأسها في هذه المعركة، غير ان ذلك لا ينفي حاجتها الى دعم ومساندة مقومات المقاومة والصمود في ظل الحملات الوحشية الهستيرية للصهاينة والدول الغربية ضد المدنيين العزل في غزة.
واضاف ناصر ابو شريف : الكيان الصهيوني هزم في بداية المعركة، ويجب ان تنتهي بهزيمته ايضاً. لابد من تكريس الجهود في هذا المجال. يجب تسخير كل شيء لالحاق الهزيمة بهذا الكيان وعدم السماح له بتحقيق نصر يذكر. لابد من تجنيد كل الطاقات والامكانات لتصب في هذا الاتجاه، ولا علاقة لذلك بموضوع ايران أو اي موضوع آخر. المشكلة تكمن في الكيان الصهيوني، هذه هي الحقيقة. وكما ذكرت، الامر الهام والمصيري هو الحؤول دون انتصار اسرائيل في هذه المعركة، وعدم السماح بانكسار غزة.
و تابع ابو شريف : اننا نواجه في غزة حملات غير مسبوقة ، بحيث ان اكثر من 13 ألف طن من المتفجرات ألقيت على نوار غزة. وفي محاسبة رياضية بسيطة يمكن القول ان اربعين كيلو غرام من المتفجرات القوية جداً ألقيت على كل متر مربع من نوار غزة. وهذا يعني ان هذه المتفجرات تعادل مرة ونصف المتفجرات التي ألقيت على هيروشيما .
و يرى ابو شريف ان هدف الصهاينة من كل ذلك هو " جبران اسرائيل لهزيمتها في غزة ". مضيفاً : اهالي غزة لم ولن يهزموا مطلقاً، ولن ينال ذلك من عضد المقاومة. ويجب ان يعلم العالم ان اميركا، وكما قال جو بايدن، تعتبر هذه الحرب تهديداً للامن القومي الاميركي، لافتاً الى ان ما يحدث ليس بالحرب الاعتيادية كالذي يحصل في اوكرانيا، وبالتالي ان اميركا دخلت هذه الحرب بكل قدراتها.
و مضى يقول : لقد زجت اميركا ببوارجها وقواتها وكبار جنرالاتها وارسلت كل ذلك الى المنطقة للمشاركة في هذه المعركة. حتى انها حاولت الدخول الى غزة ايضاً. وعليه لابد لنا جميعاً من بذل كل الجهود وعلى كافة المستويات، للحيلولة دون انتصار الكيان الصهيوني والغرب في هذه الحرب.
و شدد ابو شريف على ان الشعب الفلسطيني سوف ينتصر في النهاية، موضحاً : من الطبيعي اننا هزمنا هذا الكيان في البداية بـ (السيف)، واليوم ايضاً قادرون على ان نهزمه بـ (الدم). ان دماءنا سوف تنتصر على سيوف الكيان الصهيوني، وباعتقادي اننا قادرون على ذلك. وقد سبق ان شهدنا كيف ان الدكتور ظريف وفريقه واجه كل القوى الكبرى واستطاع ان يتغلب عليها. اننا قادرون بفضل كوادرنا وطاقاتنا تحقيق النصر. علماً ان انعكاس نجاح هذه العملية لا يقتصر على فلسطين وإنما يعم الامة بأسرها. ولا يخفى ان الامة الاسلامية كانت في السابق مشتتة وعاجزة من المغرب الى اندونيسيا. غير اننا نرى اليوم انها تشهد طوفاناً جماهيراً غير اعتيادي. وان بوسع الدول الاسلامية الاستفادة من ذلك سواء على صعيد الداخل وفي الخارج ايضاً. لقد سنحت اليوم فرصة تاريخية حيث تتسارع الاحداث وتتوالى التطورات الدولية بما يمهد الطريق لتحقيق ما نصبو اليه.
و يأمل ابو شريف باستغلال التطورات التي تشهدها الساحة الدولية، والتمهيد لاستعداد العالم الاسلامي لمواكبة هذه التحولات كما ينبغي. مضيفاً : نحن لا نريد التخلص من شرور اميركا للوقوع في الفخ الصيني السيئ. ذلك ان الصين بلد لا يمكن التنبىء سياساتها بشكل جيد، ولا يعلم بها غير الله تعالى. وعليه لابد لنا من العمل على ايجاد موطىء قدم في قلب العالم. وكما ترون ان العالم وفي ظل الاحداث المتسارعة يعج بالظلم والجور. وربما آن الاوان لظهور المنجي او السيد المسيح والمهدي المنتظر (عج)، لأنه لم يسبق ان شهدنا مثل هذا الظلم والجور.
و اختتم ابو شريف كلمته بالقول : بطبيعة الحال ثمة ملاحظة أخرى لابد من الاشارة اليها وهي، ان الغرب ربما يقتنع بأن هذا الكيان بات يشكل عبئاً عليه، سواء عب مالي وعسكري واقتصادي واخلاقي وانساني. والملفت ان الغرب تخلى عن مبادئه وقيمه من أجل هذه الحرب. حيث نشهد تداعي القيم المشتركة التي طالما تبجح بها الغرب وبايدن .. اننا لا نرى اي أثر للقيم الانسانية والاخلاقية ، وحتى الحرية والديمقراطية في هذه الحرب، بل على العكس من ذلك شهدنا كيف تهاوت هذه القيم بالكامل في اول اختبار حقيقي لها، وقد ادرك العالم بأسره كذب وزيف كل تلك المزاعم. وما ينبغي لنا هو ان نعمل على لفت انظار شعوب العالم والرأي العام العالمي الى هذه الحقيقة ـ ونحن قادرون على ذلك ـ سيما بالاستفادة من كافة القوى والطاقات التي بحوزتنا سواء في ايران وخارج ايران.