سطّر أبناء الشعب الإيراني ملحمة أخرى في جميع محافظات البلاد بالذكرى الـ44 لإنتصار الثورة الاسلامية، حيث أقيمت في كافة أنحاء إيران مسيرات مليونية، وشهدت العاصمة طهران وجميع المدن والقرى في كافة أنحاء البلاد مسيرات حاشدة نحو الساحات المركزية وجدد أبناء الشعب الايراني العهد والبيئة مع مبادي مفجر الثورة الاسلامية الامام الخميني قدس سره الشريف ومع قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي وأكدوا على تمسكهم بالثورة الاسلامية المباركة.
وخرج أبناء الشعب الإيراني في مسيرات يوم 22 بهمن (11 فبراير) ليؤكدوا ثباتهم جيلا بعد جيل على المبادئ السامية التي رفعت الثورة الإسلامية المباركة لوائها وبعثت الأمل في نفوس كل المستضعفين والمظلومين في العالم.
وأحيت جموع غفيرة من المواطنين الايرانيين في شتّی المدن والمحافظات، الذكری الـ44 لانتصار الثورة الاسلامية، متحدين أعمال الشغب التي تثار بدعم دولي ضد الثورة الاسلامية.
وتوّجت المسيرات بخطاب لرئيس الجمهورية آية الله السيد ابراهيم رئيسي ظهر يوم ذكری انتصار الثورة الاسلامية.
وتأتي هذه المشاركة الضخمة في المسيرات، تلبية لنداء قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، حيث دعا سماحته المواطنين الی المشاركة في هذه المسيرات كرد فعل علی أعمال الشغب الذي طالت البلاد في الشهور الاخيرة دعماً من اعداء الثورة الاسلامية خارج البلاد.
ولمراسم الاحتفال ومسيرات هذا العام نكهة خاصة، خصوصا بعد إفشال المؤامرة العظيمة التي شنت ضد ايران الاسلام خلال الشهور الماضية مستهدفة الأمن الداخلي والوحدة الداخلية في ايران عبر اثارة احداث الشغب ودعمها عبر حرب هجينة غربية سياسية واعلامية واقتصادية ونفسية تعددت وسائلها واساليبها ، لكنها فشلت تكسرت على صخرة وعي ويقظة ومقاومة ووحدة الشعب الايراني وحكمة القيادة الرشيدة.
ان مسيرات 22 بهمن لهذا العام ستمثل صفعة اكبر من الاعوام الماضية للاستكبار العالمي الذي مازال غير واعيا للحقيقة الجارية في ايران الاسلام منذ بزوغ فجر الثورة الاسلامية وحتى الآن، فيبني هذا الاستكبار الظلامي احلامه وفق حساباته المادية الخاطئة ويتحدث بين الفينة والاخرى بأنه نجح في احتواء الثورة الاسلامية وتاليب الشعب الايراني على النظام الاسلامي، لكنه يحصد الفشل بعد الفشل يوما بعد يوم وشهرا بعد شهر وعاما بعد عام.
وشهدت مسيرات الذكری الـ44 لانتصار الثورة الاسلامية، عرض جزء من الإنجازات العسكرية الإيرانية للجمهور في ساحة الحرية.
وشاهد المشاركون في المسيرات بالعاصمة طهران صاروخ عماد الباليستي وطائرة شاهد 136 بدون طيار التي تم عرضها للجمهور هناك. وأحيت جموع غفيرة من المواطنين الايرانيين في شتّی المدن والمحافظات، الذكری الـ44 لانتصار الثورة الاسلامية، متحدين أعمال الشغب التي تثار بدعم دولي ضد الثورة الاسلامية.
الى ذلك، قال رئيس الجمهورية آية الله السيد إبراهيم رئيسي: إن الشعب الإيراني قد انتصر من جديد على مخططات العدو، وذلك من خلال مشاركته في مسيرات إحياء ذكرى انتصار الثورة الإسلامية.
وفي كلمة له أمام الحشود الجماهيرية المشاركة في المسيرات، وصف السيد رئيسي يوم انتصار الثورة الإسلامية بأنه يوم بداية الاستقلال ونهاية الاستبداد وتحقق إرادة الشعب الإيراني العظيم.
وأضاف قائلا: "اليوم حضر الشعب إلى الساحات والميادين ليجدد البيعة للإمام والقائد والشهداء ولثوابت الثورة ومبادئها." وقال: نحن لم نجتمع اليوم لنخلد ذكرى الثورة فحسب بل جئنا في 11 شباط/ فبراير هذا العام لنقول إننا انتصرنا من جديد على مخطط العدو.
وأكد الرئيس رئيسي أن الشعب الإيراني سجل ملحمة كبيرة وأفشل مخططات الأعداء. وشدد على أن الشعب الإيراني سيواصل طريق التقدم والازدهار رغم مؤامرات الأعداء وفرضهم حروبا عليه وقد خرج منها منتصراً.
ولفت الرئيس رئيسي إلى أن "الغريب إزالة الكونغرس الأميركي كيانات إرهابية عن لائحته السوداء، وهذا الأمر وصمة عار على الولايات المتحدة." وأكد أن صمود الشعب الإيراني هزم ضغوط الأعداء القصوى حيث قد اعترف الغرب بذلك.
وقال: إن بلادنا ورغم الحظر الجائر عليها تتمتع باستثمارات كبيرة وثابتة، وتعاظمت قدراتنا في كل المجالات، مضيفا أن الغرب أراد من خلال مشروع الاحتجاجات إثارة الفتنة في بلادنا، وشنّوا حرباً هجينة عليها على مختلف الصعد.
وأشار إلى أن الغرب خطط لمشروع الاحتجاجات بعد فشل كل ضغوطه وعقوباته على شعبنا. وأضاف: صوت الملايين من شعبنا اليوم هو أبلغ رد على مؤامرات الأعداء.
وقال آية الله رئيسي: إن مكانة المرأة لدينا هي في أعلى المقامات بينما مكانتها لدى الأعداء هي في الدرك الأسفل.
وأوضح: نساؤنا حرائر ويتمتعن بالحرية ويحضرن في كل المجالات بفضل الثورة، ولنا كلمتنا العليا في مكانة المراة المرموقة لدينا. وفي جانب آخر من خطابه شدد السيد رئيسي أن الغرب هو من أنشأ داعش وموله وسلحه لقتل الأبرياء، لكن شهداءنا وفي مقدمهم الحاج قاسم سليماني قضوا على هذا التنظيم الإرهابي.
وقال: نفخر بأننا نراعي حقوق الإنسان بينما الغرب شوهها، ومثال على ذلك الانتهاكات بحق شعوب فلسطين واليمن وأفغانستان.
وشدد على أن الغرب هو الذي ينتهك حقوق الإنسان ويرتكب الجرائم الشنعاء.
وحذر الرئيس رئيسي بالقول: اليوم إنها حرب الارادات، إرادة شعبنا وقيادته الحكيمة والقوات المسلحة ونسائنا ورجالنا ومتمسكون باستقلالنا وإنجازاتنا. وأضاف: رايتنا نريدها دائماً مرفوعة عالياً ويجب أن تزداد قوة وشموخاً، ومتمسكون بإحقاق الحق وبإيران واحدة لا شرقية ولا غربية.
وقال: شعبنا ما زال متمسكاً بشعارات الثورة.. وأعداؤها يريدون بث اليأس لكنهم تلقوا رسالة جديدة اليوم عبر الحشود وهي رسالة الأمل. وأكد: على المخدوعين أن يعلموا أن حضن الشعب مفتوح لهم، ونحن متمسكون بالنظرة الأبوية التي أرساها القائد تجاههم.
ولفت قائلاً: ندرك أن الغرب أراد فقط زرع الفتنة وأسر إيران ولم يكن ابداً يريد إرساء حقوق شعبنا. وأشار: سنواصل مسيرنا، وحكومتنا بدأت بمواجهة القضايا الطارئة كما حصل في أزمة كورونا حيث وصلت أعداد الوفيات إلى الصفر. وقال السيد رئيسي: حكومتنا تمكنت من تجاوز العجز الذي بلغ المليارات، وكذلك مشاكل الاستثمارات، وقد تمكنا من حل الكثير من المشاكل.. وقادرون على تجاوز كل المشاكل الاقتصادية التي يعانيها شعبنا.
وفي جانب آخر من كلمته تقدم الرئيس الإيراني بـ أخلص التعازي للشعبين التركي والسوري في البلدين الصديقين والشقيقين لنا، وشعبنا أثبت أنه الصدّيق الوفي لحلفائه. وأضاف: نحن أصدقاء لجميع الأصدقاء، وعلى الأعداء أن يعلموا أنهم لن يتمكنوا من إيجاد موطئ قدم لهم في منطقتنا.
كما هنّأ كبار المسؤولين وجميع المؤسسات والمنظمات في البلاد بالذكرى المباركة لإنتصار الثورة الاسلامية، مستعرضين منجزات 44 عاماً من إنتصار الثورة الاسلامية في البلاد.
ويوم الخميس المنصرم، استقبل رئیس الجمهوریة السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية لمناسبة الذكرى الـ44 لإنتصار الثورة.
وأقيمت مراسم إحتفال عارمة بمناسبة الذكرة المجيدة الـ44 لإنتصار الثورة الإسلامية في جميع الملحقات الدبلوماسية الإيرانية في أنحاء العالم، وشاركة في هذه المراسم وفود أجنبية وضيوف من تلك الدول.
واجتمع سفراء وممثلون ودبلوماسيون من مختلف دول العالم في الذكرى الرابعة والأربعين للانتصار المجيد للثورة الإسلامية في مكتب ممثلية ايران في الأمم المتحدة بنيويورك للتهنئة بهذا اليوم، والتأكيد على الأهمية الاستراتيجية لإيران في العلاقات الإقليمية والعالمية.
وشارك عدد كبير من المندوبين والسفراء والدبلوماسيين من مختلف دول العالم بهذه المراسم، بالإضافة إلى عدد من مسؤولي الأمم المتحدة بمن فيهم السيدة روزماري ديكارلو نائبة الأمين العام للشؤون السياسية والسلام، وبعض المسؤولين الآخرين في مؤسسة الأمم المتحدة. وهنأ الأمير سعيد إرفاني ، السفير والممثل الدائم لجمهورية إيران الإسلامية ، وزهرة ارشادي ، نائبة ممثل إيران لدى الأمم المتحدة ، في 22 من بهمن 1357.
كما اقيمت مساء الجمعة في فندق المنصور ببغداد، حفل إحياء ذكرى انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية، بحضور العشرات من الشخصيات السياسية والثقافية والاجتماعية العراقية والسفراء والدبلوماسيين من البلدان الأخرى.
ورحب سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في العراق محمد كاظم آل صادق بالضيوف، وأشار إلى تقدم إيران الإسلامية في العديد من المجالات بعد الثورة. وتطرق آل صادق إلى العلاقات القوية بين الجمهورية الاسلامية الايرانية وجمهورية العراق، وقال: إن العلاقات بين ايران والعراق متشابكة وتتأثر بشدة ببعضها البعض. لدينا جذور تاريخ حضاري مشترك وقديم مع العراق، والأحداث السياسية العابرة لا يمكن أن تضر به.
وهنأت العديد من دول العالم الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالذكرى الـ44 لإنتصار الثورة الاسلامية، ومن بين الدول العربية التي هنأت ايران كل من قطر وسلطنة عمان والكويت والامارات، فقد أرسل أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، أمس السبت برقية الى رئيس الجمهورية هنّأه فيها بمناسبة حلول الذكرى السنوية لانتصار الثورة الاسلامية.
كما ارسل امير الكويت نواف الاحمد الجابر الصباح برقية هنأ فيها حلول الذكرى الـ 44 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران. اما وزارة الخارجية العمانية ايضا قد قدمت في رسالة تهانيها بمناسبة ذكرى انتصار الثورة الاسلامية.
وارسل رئيس الامارات محمد بن زايد آل نهيان ونائب رئيس دولة الامارات وحاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم، ايضا برقيتي تهنئة لرئيس الجمهورية في ذكرى انتصار الثورة الاسلامية.