ان من أهم ما يتم بحثه وتداوله، هو العامل الذي تسبب في واقعة عاشوراء، محرم ونهضة سيد الشهداء(ع)، والذي يمكن التطرق اليه من جوانب عدة، حيث حدث بعد خمسين عاما من ارتحال النبي(ص)، اي، لم تمض مدة طويلة على ذلك، ليحدث انحراف (عن الإسلام)، بواسطة الحكم الأموي، بأشد وضع ممكن، على شكل فاجعة من قبل يزيد . وبغض النظر عن الدراسات التي تحوم حول هذا الموضوع، فإن عزة العرب كلهم، نابعه من الرسول (ص)، وان كافة الذين حاربوا الحسين (ع)، كانوا قد صلوا، ظهرا، في هذا اليوم، ونطقوا بما تمليه عليهم العبادة، من صلاة على النبي(ص) وآله الأطهار(ع)، لكنهم شهروا سيوفهم، بوجه ممثل ال النبي(ص) وقتلوه ! ... فلماذا نهض الإمام الحسين (ع) وصمد (بوجه الطغاة) ؟ ... هناك نظران على امتداد التاريخ حول ذلك . الأول، ان العامل، هو، شخصي، لا يتوجب اتباع احد فيه، أو الاقتداء به . شاع النظر هذا في عصر الدولة الصفوية، حيث كانوا يرون في الحسين (ع) فدائيا، ضحّى بنفسه، لازالة ذنوب الأمة ! وان كل فرد يرغب في تنفيذ اي شيئ، عليه ان يقول " يا حسين " فقط، ليحصل على ما يريد ! ... لكن الرؤية تختلف، عند النظر الى التاريخ، وإلى ما قاله الائمة (ع) في هذا المجال، وهو النظر الثاني، فالتضحية لأجل الآخرين، لا محل لها من الإعراب، وهي مرفوضة في الأصل، وقد انعكس ذلك في كلمات الإمام السجاد(ع)، حينما ذكر ان جهنم للشرير، حتى لو كان سيدا قرشيا، والجنة للصالح، ولو كان عبدا حبشيا . وهذا ما نطق به الإمام الخميني (قدس سره)، أيضا، بصراحة، من ان هدف، دليل، سبب وغاية نهضة سيد الشهداء (ع) هو، الدعوة إلى الله تعالى، وإلى التوحيد، مشيرا إلى أن العامل المؤثر في ذلك، يجب أن يكون إقامة حكم عادل، ونفي الظلم والجور . فالعدل، اذن، معيار التوحيد ... والعدل هو الإنصاف بعينه، فإذا ما أردنا ان نكون صالحين، علينا ان نخطوا على هذا المسار ... فخطوة واحدة منا إلى الإمام، هي خطوة في طريق المجتمع نحو الصلاح .
______
القسم العربي، الشؤون الدولية، مؤسسة تنظيم ونشر تراث الإمام الخميني (قدس سره)