اكد قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى الامام السيد علي الخامنئي، بان المسؤولين الاميركيين ديدنهم حب المال والظلم وعدم الاكتراث بحياة البشر وما يحصل في اليمن مثال على ذلك، معتبرا اميركا شريكة للسعودية في جرائمها في الحرب على هذا البلد.
جاء ذلك في كلمة لسماحة القائد خلال استقباله اليوم الاربعاء حشدا من اسر شهداء الدفاع المقدس والمدافعين عن المراقد المقدسة.
واعتبر قائد الثورة بث روح الشجاعة والشهادة في جيل الثورة الشبابي المؤمن بانه "معجزة الثورة" ودعا الشعب والشباب وكذلك المسؤولين لليقظة امام مؤامرات جبهة الاستكبار وعلى راسها اميركا وقال، انه على الجميع بذل جهود مضاعفة لتعزيز اقتصاد البلاد والانتاج الوطني ويتوجب على المسؤولين ايضا الحذر من الانخداع بظاهر العدو وكلامه المعسول وعدم السماح للعدو الذي طرد من الباب ان يعود من النافذة.
واكد قائلا، ان الشعب الذي يقتحم الاخطار في سبيل الله والاستشهاد في سبيله، ويعتبر ذلك سعادة ونجاحا عظيما لا يمكن لاي قوة ان تقف امام صموده وان ذلك الشعب منتصر دوما وماض الى الامام قدما.
واعتبر آية الله الخامنئي الشعب الايراني بانه مثال بارز لهذا النهج واضاف، ان الشعب الايراني على مدى الاعوام الاربعين الماضية وقف في طريق طريقه المحفوف بالمخاطر والمشاق امام جميع القوى الظالمة التي لم تستطع ان ترتكب اي خطا بسبب ايمانه بالشهادة وهذا المصير الزاخر بالفخر.
واعتبر استمرار هذا الفكر والروح لدى الشباب الثوري مؤشرا للطاقات الشبابية النامية للثورة بما يعادل اضعاف من تخلفوا عن ركب الثورة واضاف، ان شباب اليوم المؤمن والثوري يدخل الساحة بذات الروح التي كان يحملها شباب بدايات الثورة كالشهيد همت والشهيد خرازي ويقف زاخرا بالشعور بالمسؤولية كعمود للثورة امام العدو ويتوجه للشهادة.. هذه هي معجزة الجمهورية الاسلامية التي تمكنت من اعادة بلورة واستمرار هذه الروح المفعمة بالصلابة.
واكد بانه لو لم تكن هذه الشهادة والشجاعة وصبر اسر الشهداء لهيمن مستكبرو العالم واميركا المجرمة كعهد الطاغوت على البلاد وقال، ان الشعب الايراني يثمن الشهداء واسرهم حيث شهدنا امثلة لذلك في المشاركة الشعبية الرائعة في مراسم تشييع المدافعين عن المراقد المقدسة والدفاع عن امن وحدود البلاد.
وتابع سماحته، انه وخلافا للتحليلات الفارغة التي يدلي بها بعض الافراد ذوي الفهم الخاطئ والمیول الغربية فان الجمهورية الاسلامية الايرانية قوية ومقتدرة وان هذا الاقتدار انما تبلور بواسطة الروح المعنوية وفكر وجهود الافراد المضحين وايمان الشباب واسر الشهداء.
واعتبر اعداء ايران المعروفين بانهم غارقون في الفساد الاخلاقي والسياسي واضاف، انه لو اردتم ان تعرفوا صورة اميركا الحقيقية فانظروا الى رئيس الجمهورية والمسؤولين الحاليين في اميركا، لان هؤلاء الافراد اظهروا بوضوح وصراحة الصورة القبيحة والكريهة الدائمة للمسؤولين الاميركيين.
واشار قائد الثورة الاسلامية الى صمود االشعب الايراني امام مثل هذا العدو واضاف، ان الاميركيين سعوا على مدى هذه الاعوام دوما للهيمنة على ايران مرة اخرى وان يخلقوا لايران العزيزة والعظيمة والزاخرة بالفخر ذات الظروف التي خلقوها لبعض الدول الضعيفة في المنطقة ووصفهم لها بالقرة الحلوب، الا انهم لم يفلحوا في تحقيق هدفهم هذا ولن يحققوه مستقبلا ايضا.
واشار آية الله الخامنئي الى ان الامام الراحل (رض) سمى اميركا بـ "الشيطان الاكبر" واضاف، ان الامام (رض) بهذه التسمية قد عبأ في الحقيقة جميع الموحدين والشعوب المنصفة في العالم امام اميركا وتحقق الكثير من النجاح في هذا الطريق وسيتحقق المزيد ايضا الا ان العدو يسعى لثني الشعب الايراني عن طريق التقدم والصمود امام القوى الكبرى.
ولفت سماحته الى التحركات والاجراءات الاميركية خلال العامين الاخيرين خاصة فرض الحظر الشامل ودعم مختلف اعداء ايران، ووصف مخططاتهم بانها مكشوفة واضاف، ان هدفهم كان العمل عبر الحظر والاجراءات المناهضة للامن خلق التناحر والخلاف وحرب الاجنحة والفئات وجر البعض الى الشارع واطلقوا تسمية "الصيف الساخن" على ذلك ولكن رغم انف العدو فقد كان صيف العام الجاري من افضلها.
واشار قائد الثورة الاسلامية الى تصريحات المسؤولين الاميركيين بان الجمهورية الاسلامية الايرانية سوف لن ترى "عامها الاربعين" وقال، ان الشعب الايراني يقف بكل صلابة وبعون الله تعالى سيحتفل في 22 بهمن (11 شباط) بالذكرى الاربعين لانتصار الثورة الاسلامية اكثر روعة بكثير من الاعوام الماضية.
ونوه الى يقظة الشعب الايراني واوصى المسؤولين ببذل المزيد من الجهد واضاف، رغم انكشاف مخطط العدو الا انه على الجميع الحفاظ على يقظتهم لان اميركا عدو خبيث وماكر ومن المحتمل انه ينوي الخداع لاثارة الضجيج في العام الحالي وان يخطط للعام القادم مثلا.
واعتبر الصهاينة والرجعيين في المنطقة بانهم شركاء اميركا في التآمر والعداء ضد الشعب الايراني واضاف، وبطبيعة الحال فاننا اقوى منهم لانهم لم يتمكنوا لغاية الان من ان يرتكبوا اي خطا امام الجمهورية الاسلامية الايرانية ولن يستطيعوا مستقبلا ايضا.
واكد قائد الثورة الاسلامية ضرورة عدم الغفلة حتى لحظة واحدة وعلى الجميع التحلي باليقظة، موصيا الشعب خاصة الشباب ومختلف فئات في البلاد من شرائح وتيارات سياسية للحذر كي لا يهيئوا الساحة للعدو "لانه لو تغافلنا فان ذلك العدو الضعيف ذاته سيبث سمومه".
واضاف آية الله الخامنئي، ان المسؤولية الاهم للشعب والمسؤولين اليوم، الى جانب اليقظة، هي العمل لتعزيز اقتصاد البلاد والانتاج الداخلي.
كما دعا المسؤولين لتعزيز الجهود وعدم الانخداع بظاهر العدو ولغته المعسولة واضاف، ان العدو يستخدم مختلف اشكال الخدع لذا على المسؤولين الحذر ومنع العدو الذي طرد من الباب من الدخول عبر النافذة.
وبشان القضايا الاقتصادية وحل مشاكل الشعب قال، انه لو بذل المسؤولون الاهتمام الجاد بتعزيز الانتاج الداخلي فان المشاكل الاقتصادية للشعب ستقل.
وفي جانب اخر من حديثه اشار الى يد الصداقة لآل سعود مع اعداء الاسلام وجرائمهم في اليمن واعتبر اميركا بانها شريكة لهم في ارتكاب الجرائم في اليمن واضاف، لقد تصور السعوديون بانهم يمكنهم السيطرة على اليمن في غضون ايام او اسابيع الا انهم وبعد 4 اعوام لم يحققوا شيئا وكلما مضى الزمن فان الضربة التي يتلقونها ستكون اقسى.
ووصف سياسة آل سعود في اليمن والبحرين بانها سياسة حمقاء واضاف، ان خادم الحرمين يجب ان يكون "اشداء على الكفار" لا اشداء على المؤمنين وضد شعب اليمن وشعب البحرين.
واكد سماحته بان الشعب الايراني يراقب الاوضاع ببصيرة كاملة ويحتفظ بموقفه بقوة واضاف، انه في عالم اليوم العاصف الذي وصلت عواصفه الى اوروبا وفرنسا ايضا، فان الشعب الايراني وببركة الاسلام يستقل سفينة محبة اهل البيت (ع) الآمنة وان النصر حليف هذا الشعب.