البحرين، البلد الذي تسكنه غالبية شيعية، منآخية مع اهل السنة والجماعة، متعايشة معهم طوال سنوات كثيرة على امتداد الزمن، يتعرض اليوم ومنذ ثورته العارمة ضد النظام المستبد، يتعرض الى اضطهاد قل مثيله في التاريخ، ولاسيما الشيعة، سكنة البحرين جيلاً بعد جيل.. وقد اشار سماحة أية الله العظمى الخامنئي قائد الثورة الأسلامية، الى ذلك، خلال لقائه بمسؤولي النظام ومختلف شرائح الشعب الايراني وسفراء البلدان الاسلامية في طهران، في الاول من شوال، 1437 هـ.ق بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، اشار الى انّ مصدر الحرب الرئيسي وانتشار الأرهاب وانعدام الأمن في المنطقة والعالم الاسلامي، هو الاستكبار العالمي وعلى رأسه امريكا، لأتاحة الفرصة للكيان الصهيوني الغاصب، لتنفس الصعداء! ومحو قضية فلسطين من الأذهان، مؤكّداً، انّ السبيل الوحيد لمواجهة ذلك، يكمن في الصمود بوجه هذه المؤتمرات وافشالها. ومُلفتاً الأنظار الى مايجري في البحرين، صرّح، انّ ايران لم ولن تتدخل في قضية البحرين... وعلى النخب السياسية والدينية في البحرين، عدم السماح بتحويل النزاع السياسي مع السلطة الغاشمة الى حرب داخلية يتخندق فيها ابناء الشعب الواحد في مواجهة بعضهم البعض. وقد دعت المعارضة البحرينية في الخارج، كل اصحاب الضمير الحي من النخب والمؤسسات وغيرها في العالم الاسلامي، الى تحرك عاجل تحت عنوان" اوقفوا استهداف الطائفة الشيعية وآية الله قاسم" للأحتجاج والاستنكار، يوم الجمعة 29/7/2016 م. كيوم عالمي للتضامن مع الشعب البحريني المظلوم، واستخدام كافة الوسائل من اعلام وغيره لفضح النظام الحاكم.
فيما يلى، نص بيان المعارضة البحرينية:
بسم الله الرحمن الرحيم
((إنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِيِ الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً منْهُمْ يُذَبحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ)) القصص / 4.
السيدات والسادة المحترمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في سابقة خطيرة لم تشهدها البحرين إلا إبان عهد عيسى بن علي قبل قرابة 100 عام، يعيد نظام آل خليفة سياسة الإضطهاد الطائفي ضد المواطنين الشيعة السكان الأصليين في البحرين بأبشع صورها باستهداف وجودي للطائفة في عقائدها وشعائرها وعباداتها ورموزها ومرجعياتها، بعد الاجهاز على حقوقها السياسية والمدنية بسياسات التمييز والإقصاء وتغيير الديموغرافية السكانية، بمشروع يقوده الحاكم بنفسه وأسس له من خلال مشروع خطير كشف عنه المستشار د. صلاح البندر 2006 ومضى في تنفيذه منذ ذلك اليوم ببطئ وخفاء اما اليوم فبتسارع ووضوح فاقع لا مواربة فيه.
لقد أقدم الحاكم على اسقاط جنسية آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم زعيم الشيعة ووكيل المراجع العظام يوم الاثنين 20 يونيو 2016، وبعد فشله في ترحيله لما واجهه من ردات فعل شعبية واقليمية ودولية، لجأ الى اتهام ومحاكمة زعيم الشيعة في البحرين سماحة آية الله قاسم، حيث حدد الاسبوع الأخير من هذا الشهر يوليو 2016 لمحاكمة آية الله قاسم بتهمة تجعل من جمع أموال الخمس والزكاة عملية غسيل اموال قذرة.
هذه الخطوة المجنونة والطائشة التي تعتبر عدوان على الشريعة والقانون، بتأثيم الاموال الشرعية ثم تكييف التصرف فيها على أنه غسيل اموال قذرة، مما لا يرتضيه أي انسان يملك اي قيمة انسانية فضلا عن قيم دينية وقانونية، يشكل يوم محاكمة لمذهب أهل البيت (عليهم السلام) ولأتباعه في كل بقاع الارض وليس فقط في البحرين، وليس بأقل خطورة من يوم اسقاط جنسية سماحة آية الله قاسم.
ويأتي هذا الإجراء ضمن سلسلة من الإجراءات التي تستهدف أتباع مذهب أهل البيت من البحرينيين من خلال قوانين وقرارت واجراءات تنتهك الدستور البحريني نفسه وكل القانون الدولي ومعاهداته والتزاماته من خلال إجراءات مغلفة بالقانون والقضاء المسيس الذي يتحكم فيه الحاكم من ألفه إلى يائه، مستخدماً القوة الأمنية الباطشة والتي أوجدت حالة من أجواء الرعب حتى في الاوساط السياسية والحقوقية والأهلية، يستند فيها النظام الخليفي على الدعم السعودي والإماراتي الذي يتجاهل معه كل المواقف الدولية الكثيرة والكبيرة التي صدرت ولا يمكن لنظام صغير مثل البحرين أن يتجاهلها لولا هذا الدعم الصارخ، ما جعل كبار علماء البحرين بالاضافة لأكثر من 200 عالم دين يعلنون بأنّ وجود ومعتقدات ومذهب وشعائر وفرائض الشيعة باتت مستهدفة في البحرين، ما يشكل نداء استغاثة واستنهاض للدفاع عن شيعة أهل البيت في البحرين بكل الوسائل الممكنة التي تحفظ السلم والسلام في البحرين والمنطقة.
وانّنا ندعو كل المرجعيات والمؤسسات والهيئات والمنظمات والشخصيات والنخب في دول العالم الإسلامي إلى التحرك العاجل أقلها إبداء المواقف، تحت عنوان "أوقفوا استهداف الطائفة الشيعية وآية الله قاسم"، كما نعلن يوم 29 / 7 / 2016 يوماً عالمياً للتضامن مع الشيعة في البحرين، وندعو الجميع إلى المشاركة في هذا اليوم من خلال التظاهرات أو الاعتصامات أو الندوات أو المؤتمرات الصحفية وكل الوسائل المتاحة للتعبير عن مواقف الشجب والاستنكار، والقيام بالبرامج والخطوات التي تساهم في وقف هذا الاستهداف الذي يشكل نوع من الإبادة الحضارية والثقافية بحسب تصنيف الأمم المتحدة.
ونود أن نشير لكم إلى جملة من الإجراءات التي أقدم عليها النظام الخليفي في البحرين:
1 . محاصرة منزل سماحة العلامة المجاهد آية الله الشيخ عيسى قاسم زعيم الشيعة ووكيل المراجع العظام في البحرين، بل عموم مدينة الدراز مسقط رأسه الشريف، بعد اسقاط جنسيته بهدف نفيه من البلاد، و فرض عقاب جماعي للأهالي الذين يفدونه بأرواحهم وأرزاقهم وحرياتهم.
2 . الإعلان عن محاكمة سماحة آية الله قاسم بتجريم جمع أموال الخمس والزكاة بدون إذن رسمي من الحكومة واعتبار ذلك غسيل لأموال قذرة.
3 . توقيف العلامة الشيخ صنقور إمام أكبر صلاة جمعة للطائفة الشيعية في البحرين واعتقاله واهانته، بحجة أداء صلاة الجمعة بدون ترخيص، كما منع صلاة الجمعة بالدراز.
4 . الإقدام على اغلاق الجمعيات السياسية والثقافية الكبرى للشيعة والمتمثلة في "جمعية الوفاق الوطني الإسلامية"، و"جمعية التوعية الإسلامية" و"جمعية الرسالة الإسلامية" ومصادرة أموالها.
5 . اعتقال النشطاء الحقوقيين والسياسيين ومحاكمتهم ومنع العديد منهم من السفر.
6 . تكريس حالة الاضطهاد والتمييز الطائفي في مختلف مفاصل الدولة، والسعي للسيطرة على منبر الجمعة، والتحكم بأئمة الجمعة والجماعة وبالخطاب الديني وأموال الخمس، واعتقال المواطنين بتهمة الصلاة بدون ترخيص.
7 . الكشف عن خطوات قادمة للسيطرة على كل الشعائر الدينية من ارشاد ديني او خطابة او صدقات وانشطة دينية او ثقافية او سياسية.
مع خالص تقديرنا لتضامنكم ومساندتكم