درس من الامام الخميني (قدس سره) /مُغرَم بالله
حسب شواهد عديدة، نستطيع ان نعتبر الامام الخميني، احد الذين عرفوا قدر وقيمة لحظات الحياة جيداً، واعتبروا العمر كلّه والحياة نفحة الهية، اغتنمها وانتفع بها على احسن وجه. وبتفهمه الصحيح للأسلام، والأهم من ذلك اعتقاده بجامعية هذا الدين فيما يتعلق بصياغة الأنسان والمجتمع كذلك، سعى، ومنذ عنفوان الشباب، بالانتفاع من الظروف المتواجدة، لصياغة نفسه وتهذيبها، مما اتاح له احتلال مكانة رفيعة... ليس فقط بالنسبة لتهذيب النفس، بل وتربية الأخرين وتنقية المجتمع، كما رأينا، واستطاع الوصول الى مكانة لامثيل لها.
وكما ان كلامه منعش للروح وباعث على السعادة، فانّ سيرته العملية واسلوبه في السلوك وضعه في مكان عالٍ يُحتذى به واُسوة حسنة، الى الحد الذي لايمكننا فقط ان نتخذ من كل فترة عمره وحياته دروساً نتعلمها بل وكذلك من طريقته واسلوبه في فترات خاصة كشهر رمضان. لهذا، وحسب اقتضاء الضرورة، نريد ان نقدّم خواطر، يُنتفع بها ان شاء الله تعالى. افادت الدكتورة فاطمة الطباطبائي، كَنّة حضرة الامام (قدس سره):
اتذكر جيّداً شهر رمضان، قبل العام الذي ارتحل فيه الامام. بعض الاحيان، كلّما، وبذريعة، اذهب اليه، حيث تغمرني السعادة لأصلي معه صلاة الصبح، عندما ادخل الغرفة، اراه منفعلاً، يبكي بشدة الى الحد الذي لايستطيع فيه المنديل (الذي بيده) ان يستوعب دموعه، مما يدعوه الى وضع منشفةالى جانبه! هكذا كانت حالة الامام (قدس سره) في الليالي... وهذا، في الواقع، هوغرامه مع الله. (فقرات، من سيرة الامام الخميني(قدس سره)، ج3، ص133)
شخص، مُغرم بالله، هكذا، يناجيه ويدعوه وخلال شهر رمضان تُعَطَّل كافة برامجه وانشطته الاجتماعية على اهميتها بالنسبة له، بعد الثورة، كنا نشاهد ذلك كل عام، وهذا يدل على انه ادرك وتفهم مكانة شهر الله وضيافة الله...فاستماع وقراءة عبارات كما يلى، يبعث على استئناس الروح:
«انتبهوا إلى أن تعملوا بآداب شهر رمضان المبارك الروحية. فلا يكفي الدعاء لوحده بل يجب أن يكون الدعاء بمعناه الحقيقي. يجب أن يكون دعاء الله وذكره بمعناه الحقيقي الذي يُطَمئن النفوس (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) «2» ذكر الله حقيقة واعتباره حاضراً في كل مكان.
اشكروا الله واذكروه في الشهر المبارك بتذكر الله وذكره وذكر رحمته التي أنعم بها عليكم، أذكروه واطلبوا منه أن يوفقكم »(صحيفة الامام الخميني، ج18، ص377)