فيما يلي مقتطفات مما نشرته الصحافة الكويتية، من آراء ونظرات حول قائد ومفجّر الثورة الاسلامية الايرانية سماحة الامام الخميني (قدس سره)، لعدد من اعضاء الوفد الكويتي الذي زار ايران واطلع عن كثب على التطور العظيم الذي احدثته الثورة الاسلامية المباركة، حيث قاموا بزيارة منزل الامام (قدس سره)وحسينية جماران والأماكن الاخرى واعربوا عن اعجابهم بما شاهدوه، خلافاً لما كان يخطر باذهانهم.
مقر الامام
محمود حربي
جريدة القبس
2/ 05/ 2013
انطلقنا الى جماران هذه الضاحية الصغيرة تذكرك بشوارع بيروت الضيقة وقد استملكتها الحكومة، حيث استضافت جماران الامام الخميني للإقامة في منزل متواضع بجوار حسينية جماران، التي أصبحت أحد المعالم التاريخية، بالاضافة الى المستشفى الذي كان يعالج فيه الإمام.
يقول أحد مرافقينا ان الامام الخميني عندما عاد الى طهران أقام في قم، لكن الخوف على الثورة من اليساريين واعداء الثورة وعدم وجود قيادة في طهران جعله ينتقل للإقامة في جماران، ولم ينس ان يتحدث عن فشل ثورات الربيع العربي بسبب عدم وجود قيادة. مرسم جماران، ذلك المتحف الصغير، يضم بانوراما كاملة لصور الامام الخميني قبل وبعد الثورة ومراسم التشييع والجنازة والخطابات ومجموعة المقتنيات، وننتقل الى أعلى، حيث الحجرة المتواضعة التي كان يطل منها على مؤيديه كلما جاءوا الى جماران، حيث أستأجر الامام الخميني هذا المنزل من السيد مهدي جماراني رافضاً الإقامة في البيوت الحكومية أو قصور الشاه.
رحلة لم تستغرق أكثر من ساعتين، لكنها وضعت الفرد في شريط كبير من بذخ الشاه آريا مهر، كما كان الرئيس السادات يحب ان يطلق عليه، الى حجرة متواضعة في ضاحية جماران الفقيرة، حليف أميركا الأول في المنطقة، ورجل عاد الى طهران على طائرة الخطوط الفرنسية بعد نجاح الثورة وقاد إيران في مواجهة العراق في الحرب المفروضة، وفق الادبيات الإيرانية، لمدة ثماني سنوات.
غرفة الامام
سميرة فريمش
جريدة النهار
17/ 12/ 2013
كانت غرفة الامام تطل مباشرة على الحسينية التي كان يلقي فيها خطاباته..
الغرفة التي كان يجلس فيها الامام مع زوجته وابنائه، وكان يستقبل بها زواره من قادة وزعماء العالم، وهي نفسها الغرفة التي سجلت ذكريات كثيرة جداً، حيث توجد مجموعة كبيرة من الصور الامام وهو جالس مع ابنه أحمد حيث ان حذاءه المنزلي لا يزال متواجداً ولم تؤثر فيه السنون ويربط البيت بالحسينية ممر او ممشى، كان يتوجه من خلال الامام الخميني من غرفته إلى حسينية جماران.
ومن هذا الباب كان يدخل الناس الى حسينية جماران حيث تستقبلهم صورة الامام وهو يلقي التحية وإلى جهة اليمين كان يجلس الامام الخميني ومعه رجالات الثورة الاسلامية، فحتى الكرسي الذي لطالما احتضنه ومن فوقه ألقى خطاباته الشهيرة التي سطرت للعالم قيم ومبادئ الثورة الاسلامية، ومن خلاله تم رسم معالم جديدة للمنطقة بعد انتصار الثورة الاسلامية لايزال موجودا حيث توضع اكاليل من الزهور حوله، وكان الامام يلقي خطاباته على زواره من مختلف المناطق، حيث كانت له ليال مخصصة لاستقبال الناس.
وفي أسفل الحسينية يوجد مركز ومؤسسة الحفاظ على تراث الامام الخميني، ويديرها سابقاً نجل الامام الراحل أحمد الخميني، وتحتوي المؤسسة على كل ما يتعلق بتراث الامام من مؤلفات ومحاضرات وأشرطة فيديو وايضاً كل الفعاليات والانشطة التي قام بها الامام الخميني، ويوجد معرض صور مميز جداً بالمركز.
بيت متواضع
زكريا عبد الجواد
جريدة الكويتية
23/ 12/ 2013
وصلنا إلى حسينية جماران، التي كان الامام الخميني يلقي مواعظه فيها، وبها أجهزة تكييف الهواء مكشوفة ومربعة، تم تثبيتها في أعلى الحائط.
في هذا المكان توجد ساحة للصلاة فيها باب في الدور الأول، هذا المكان هو عبارة عن دور أرضي ودور علوي، يفضي إلى بيت الامام المكون من غرفتين؛ الأولى كانت يجلس فيها، وتحتوي على صورتين داخل إطاريهما، لم يسمح لنا الدخول إلى هذا المكان، فقمنا بتصويرها من الخارج، من وراء بابها الزجاجي، ورأينا ستارة بيضاء مائلة للصفرة، كانت هي التي تفصل بين غرفة الجلوس وغرفة المعيشة.
بيت الامام الخميني، ليس فيه رسوم ولا طلاء، أجهزة التكييف عادية، من تلك التي تفح ضجيجاً، وتوجد مكتبة صغيرة في وسط الغرفة، أما مساحة المنزل كله فلا تزيد على 300 متر مربع، منها 150 مترا هي المخصصة للمنزل، و 150 مترا للفناء، وهو يتكون من طابق واحد خلف حسينية جماران، وفي الطابق السفلى من المنزل توجد غرفتان وممر ضيق ودورة مياه ومطبخ يتصل بفناء آخر للمنزل يقع في الشمال.
البيت متواضع تماماً، مقعده الأبيض على هيئة كنبة، وتوجد أعلاها مظلة يد صغيرة، صورتان كبيرتان مسندتان إلى الحائط والأرض، واحدة لأحمد ابنه، والأخرى صورة مرسومة لشاب غير معروف لمن هو، ولا لماذا وضعت في هذا المكان؟
تحول هذا المنزل الآن إلى متحف يضم كل المتعلقات الشخصية الخاصة، ويقوم بزيارته المهتمون بمنزل الامام الخميني.
ايران: المبادئ الثابتة وثمارها الإيجابية
غنيمة حبيب
جريدة السياسة
14/ 6/ 2014
....لقد كان لي الشرف ان أكون أحد أفراد الوفد الكويتي المشارك في المؤتمر الدولي الذي أقيم خلال الفترة من 1 الى 6 يونيو 2014 تحت عنوان" العرفان الاسلامي بين النظرية والتطبيق" في عاصمة الجمهورية الاسلامية الايرانية طهران، وذلك بمناسبة الذكري 25 لرحيل آية الله الامام الخميني (قدس سره)، وقد أبهرني ذلك الحضور الكبير من شتى بقاع الارض وتنوع العقائد المشاركة، حيث وصل عدد المشاركين إلى نحو 400 مشارك من مختلف التخصصات السياسة والثقافية والأكاديمية، ومن تنوع المذاهب الاسلامية والعقائد الدينية الأخرى، إذ شارك في المؤتمر اتباع عقائد كثيرة، فلم تتوقف المشاركة عند العقائد السماوية، بل كان من الوفود المشاركة من يمثل العقائد الدنيوية والوضعية، وعلى سبيل المثال أذكر مشاركة وفد يعتنق الديانة البوذية، كما اتضح من النقاش والحوار كان هولاء يرون في شخص الامام الخميني إلهاما روحيا وثباتا في المبادئ والعقيدة.
لم أكن قبل رحلتي هذه لأقف على سر القدر الكبير من النجاح الذي حققته الدولة الاسلامية الايرانية، وهو ما دعاني للمحاولة الجادة للبحث عن ذلك السر الذي يقف خلف تلك الأنجازات، في ظل الحصار الاقتصادي الذي فرض عليها لسنوات وسنوات، فاكتشفت إن تمسكهم بخريطة الطريق التي أرسى اسسها الامام الخميني، ووضع بها خلاصة أفكاره وتوجهاته، غير أن تلك الأفكار لم تكن لتتضح من دون إمعان النظر والملاحظة الدقيقة، فكانت قدرتهم على تحدي الصعاب تكمن في ثلاثة عناصر رئيسية كان الامام الراحل قد عمل على ثباتها في نفوسهم.
أولا: الثبات على الفكر الاستراتيجي الواحد، إذا مازالت السياسة الايرانية تتمسك بخريطة طريق واحدة لا تستبدلها ولا تحيد عنها، وقد لاحظت ذلك من خلال لقاءاتنا مع كل من المسؤولين القياديين الحاليين والسابقين، ومع ملاحظاتي ان الاختلاف في الرأي وأسلوب الطرح كان جليا، إلا أنني في المقابل رأيت أن كل ذلك الخلاف لم يكن ليمتد ويصل إلى الغايات والأهداف، إذ أن التوافق والإجماع على تحقيق الأهداف المحددة كان أبرز ملامح العمل الجماعي.
ثانيا: الاعتزاز بقدراتهم و الافتخار بها، سواء عن طريق استثمار الطاقات والكفاءات البشرية لديهم أم كان في صناعاتهم المحلية، بداء من صناعة المواد الغذائية مرورا بالصناعات المتوسطة، كالحديد الصلب، وصولا إلى الصناعات المتطورة كالصناعات النووية، وقد أبهرتني الحضارة العمرانية التي اعتمدت على الموارد والعقول المحلية، حيث زرت عن قرب الأبراج المختلفة ولاحظت ما تميزت بضخامتها وبجمالها وغاية وروعتها وحسن تصميمها وتنفيذ ها.
ثالثا: الابتعاد عن الشكليات والمظاهر الخارجية وقشورها الخادعة والتركيز على الجوهر، فقد لاحظت فيهم البساطة في كل الامور، كالضيافة والاثاث والديكور وغيرها، إلى جانب تميز القياديين والعاملين بكل مستوياتهم الوظيفية والاكاديمية، بالثقافة العالية والمخزون الفكري والعلمي الكبير، إضافة الى رؤيتهم القائمة على تقدير الوقت وضرورة الاستفادة منه، إلى جانب تمكين الشباب والاعتماد عليهم في الكثير من المجالات العملية والعلمية.
سر نجاح النموذج الايراني
حسن مصطفى الموسوي
جريدة الجريدة
19/ 6/ 2014
....المتفحص لتاريخ إيران الحديث منذ قيام الثورة الاسلامية سيدرك أنها تميزت بأمرين؛ أولهما الاعتماد على المعادلات الالهية على حساب المعادلات الدنيوية، فأول خطوة قام بها مفجر الثورة الامام الخميني، طيب الله ثراه، هو قطع العلاقات مع إسرائيل وتسليم سفارتها في طهران لمنظمة التحرير الفلسطينية، وكان يدرك أن هذه الخطوة ستؤدي إلى معاداة الكتلة الغربية له وتأمرها عليه، وهو ماحصل فعلا عبر تحريكها لصدام لشن حرب دامت ثماني سنوات، إضافة إلى عمليات اغتيال أغلب رموز الثورة من رجال دين وسياسيين، وهي ظروف ما كانت أي ثورة فتية أخرى لتجتازها بسلام، لكن استطاعت الثورة الايرانية تجاوزها بقوة وثبات، وأصبحت إيران اليوم دولة قوية تتعامل مع الدول الكبرى تعامل الند للند وليس التابع مع المتبوع.
أما الميزة الثانية للثورة الإيرانية فهي إثباتها أنه لا تعارض بين الدين والتطور، وذلك عبر اتباعها نموذج الدولة الدينية القائمة على المشاركة الشعبية، والتي استطاعت التقدم في كل المجالات العلمية والتكنولوجية بالرغم من كل التحديات والحصار الاقتصادي المفروض عليها غربيا، والذي أدى إلى اعتمادها أكثر على سواعد أبنائها، فباتوا يصنعون كل شيء من الإبرة إلى الصاروخ، إضافة إلى زيادة الاكتفاء الذاتي في الزراعة والتقدم في مجال الأبحاث العلمية وتطور جامعاتها التي تنتج مزيدا من العلماء سنويا.