اقتران المبعث النبوي الشريف وايام الله عشرة الفجر المباركة، يقودنا إلى انبثاق الثورة الإسلامية المظفرة، وانتصارها بقيادة الإمام الخميني (قده)، وتعاليمها المنبعثة من الرسالة المحمدية الخالدة. قال الإمام (قده) حول المبعث، مباركا ومهنئا : ارفع أسمى آيات التبريك والتهنئة لكافة المسلمين والمستضعفين في العالم، في هذا العيد السعيد الذي يعد من أكبر الأعياد الإسلامية. ليست قضية البعثة من القضايا التي يتسنى لنا التحدث حولها. كل ما نعلمه ان ثورات وتحولات حدثت ببعثة الرسول الأكرم (ص) ما كانت لتبصر النور لولا ذلك. أرى من المتعذر على البشرية ان تدرك مقدار المعارف التي فاح اريجها في أرجاء العالم، ببركة المبعث النبوي الشريف. معجزة فاقت الإدراك البشري حدثت على يد انسان ولد في الجاهلية، ونشأ وترعرع في ظلماتها. لقد نشأ في بيئة تفتقر إلى أدنى مقومات المعارف والعلوم، وخلت تلك البيئة من الإلمام بشؤون العرفان والفلسفة وسائر الشؤون الدنيوية أيضا، وقد قضى النبي (ص) تمام عمره الشريف في ذلك المكان. قام بسفرة قصيرة استغرقت عدة أيام ثم عاد ادراجه إليها. ولما حان وقت البعثة، يرى المرء انه أتى بمواضيع تتجاوز دائرة الإدراك البشري. تمثل هذه المعجزة بنظر العلماء دليلا على نبوة الرسول (ص)، والا لما تمكن لو خلى وطبعه من القيام بذلك. لم يدرس على يد احد، حتى انه لا يتمكن من الكتابة. فالقضية عظيمة وليس بمقدورنا التحدث عنها، ولم تتضح معالمها إلى الآن. هنالك مسائل اجتماعية في الإسلام كما تعلمون، بالإضافة إلى المسائل الأخرى في المجالات المختلفة، التي لا يطيق امرئ عاش في تلك البيئة او في بيئة أخرى ان يقوم بها، فاستطاع ذلك النبي (ص) القيام بها على أحسن وجه. وجاء بتعاليم لا تتنافى مع العقل في الماضي والحاضر والمستقبل. ان هذه لمعجزة، ولا يمكن أن تكون شيئا آخر.
---------------------------
- صحيفة الإمام العربية، ج٢٠، ص ١٩٧.
- القسم العربي، الشؤون الدولية .