المؤسسة التي قدمت منذ تأسيسها عام 1988 وحتى يومنا هذا، خدمات قيمة في نطاق المهام والوظائف الموكلة اليها، والتي تتمحور حول فكر الامام الخميني ونهجه وتوجهاته.
المؤسسة التي تأسست بناء على توجيهات سماحة الامام الى نجله الفاضل، المرحوم الحاج احمد الخميني، ونصّت على اهمية تدوين كل ما يمت الى سماحته بصلة.
المؤسسة التي انتقلت مهمة الاشراف على اداء رسالتها الخطيرة بعد رحيل نجل الامام، الى سماحة آية الله السيد حسن الخميني ـ حفيد الامام ـ . ومنذ موافقة سماحة القائد المعظم وامضائه، كان حفيد الامام الحارس الامين على التراث الفكري لسماحة الامام، وكان موفقاّ في ذلك الى حد كبير.
المؤسسة التي لم تقع في فخ التحريف فحسب، وإنما تصدّت بكل حزم لمحاولات تشويه فكر الامام والاساءة اليه.
المؤسسة التي لم تسمح لنفسها لأن تكون وجه المصالحة بالنسبة لأي جناج ـ على حد قول تذكار الامام السيد احمد الخميني ـ . بل ان عملها وسيرتها دلّ بكل وضوح على أن سماحة الامام لا يختص بجناح أو فئة معينة، وإنما هو ملك للجميع.
المؤسسة التي حرصت على تسليط الضوء للتعريف بعلاقة الامام بالامة، ومكانة الجماهير واهمية دورها بالنسبة لسماحة الامام.
المؤسسة التي يتولى الاشراف على ادارتها رجل ـ آية الله سيد حسن الخميني ـ لا يكف عن التذكير بالعلاقة الوطيدة التي كانت تجمع بين الامام والجماهير، وان كل مفردة من كلماته تتمحور حول ثقته بالجماهير وتراهن على وعي وتدبير الرأي العام الشعبوي.
المؤسسة التي يرأسها حجة الاسلام والمسلمين الشيخ كمساري، الذي هاجسه الأكبر تعريف الامام الى الجيل الذي لم ير سماحته. وهذا ما تؤكده تصريحات الشيخ كمساري وخطاباته.
المؤسسة التي تعي ابعاد الفضاء الاعلامي، وتجيد العمل الثقافي، وبرهنت ـ على سبيل المثال ـ من خلال اصدار موسوعة الامام الالكترونية، على مدى نجاحها في دخول هذا الميدان والاستحواذ على الاهتمام ولفت الانظار.
المؤسسة التي تتفهم معنى الفن وتعي ابعاده، ونجحت ـ على سبيل المثال ـ في الرابع من حزيران 2023 ، ومن خلال عرض الفيلم الوثائقي الهام الذي حمل عنوان " دليل الشمس " في سينما (فرهنك)، نجحت في الرد على الشبهات التي تتهم ايران بالبدء بالحرب العراقية الايرانية والدفاع المقدس، بلغة فنية عصرية راقية. . الفيلم الوثائقي الذي استعرض مختلف الوثائق والسندات التي تدحض كافة الشبهات. وما يبعث على الفخر والاعتزاز، ان الفيلم حظي باستقبال واعجاب كل من شاهده. وما يجدر ذكره ان العديد من المؤسسات الثقافية، ترى العمل الثقافي يقتصر حصراً على الطباعة والنشر، غير ان مؤسسة تنظيم ونشر تراث الامام الخميني لم تكتف بذلك، وحرصت على الاستعانة بلغة الفن والحوار بين الاجيال، في أداء مهامها والاضطلاع بمسؤولياتها.
المؤسسة التي استضافت معاونيتها الدولية، في الذكرى السنوية الرابعة والثلاثين لإرتحال الامام، وعلى مدى اسبوع كامل، عشرات الضيوف الاجانب من بلدان متعددة، ونظمت العديد من البرامج والندوات الفكرية والثقافية للتعريف بأبعاد شخصية الامام الخميني.
المؤسسة التي عملت على ترميم منزل الامام الخميني في كل من طهران وقم واصفهان والنجف وخمين، والاحتفاظ بها للتاريخ . اضافة الى احياء الاسبوع الثقافي بمدينة خمين مسقط رأس الامام.
المؤسسة التي حافظت على حسينية جماران بالشكل والملامح التي كانت عليها في حياة الامام، وكان يتوافد عليها الشهداء وكبار شخصيات الثورة، وتفتح ابوابها على مدار الساعة لضيوفها من مختلف فئات الشعب. وما اذكره على سبيل المثال، كنا يوماً جالسين في اجتماع، وفي هذه الاثناء جاءت احدى الأسر لزيارة الحسينية. فسرعان ما نهض المسؤول عن الحسينية وترك الجلسة وتوجه لاستقبال الضيوف، لافتاً الى أنهم ضيوف الامام ولابد من استقبالهم والاعتناء بهم.
جدير بالذكر، ان دائرة العلاقات العامة في مؤسسة تنظيم ونشر تراث الامام الخميني، بادرت في الذكرى الرابعة والثلاثين لإرتحال الامام، الى تنظيم مسابقة ثقافية للعاملين في المؤسسة تتمحور حول شخصية الامام الخميني. فما هي إلا ساعات معدودة من الاعلان عن المسابقة، فاذا بالقوى العاملة في قسم الخدمات وعناصر الاقسام الاخرى، تتبارى في تدوين انطباعاتها تجاه سلوك الامام الخميني وتعامله. وكنت أحلق شوقاً واعجاباً وأنا أقرأ كلماتهم وعباراتهم. ولا يخفى ان رؤية هكذا معنويات بالنسبة لشاب مثلي، تزخر بالدروس والعبر.
بهنام فرهنك
17 شهريور 1402 شمسي