نظّمت لجنة "يوم القدس العالمي" مهرجانًا في قطاع غزة بالذكرى الثالثة لاستشهاد قائد فيلق القدس الفريق الحاج قاسم سليماني.وتحت عنوان "قسمًا قادمون"، انطلقت فعاليات المهرجان بحضور حشد جماهيري وفصائلي كبير في ساحة رشاد الشوا بمدينة غزة.
وفي كلمةٍ له، قال عضو المكتب السياسي لحركة "الجهاد الإسلامي" وليد القططي "إنَّ الثالث من كانون الثاني/يناير هذا العام يوافق الذكرى الثالثة لاغتيال الشهيد سليماني بقصف صاروخي أميركي استهدف موكبه، من خلال ضربة عسكرية أمر بها الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترامب".
وأكَّد القططي أنَّ "الشهيد سليماني ارتقى في معركة ممتدة وصراع طويل بين حق الأمة في الاستقلال والوحدة والتنمية والحرية والكرامة، وباطل المشروع الاستعماري الغربي الذي يريد للأمة التبعية والتجزئة والتخلف والعبودية والمهانة".
وأضاف: "نلتقي اليوم في الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد قائد فيلق القدس في الحرس الثوري للجمهورية الإسلامية في إيران شهيد القدس القائد الراحل قاسم سليماني وإخوانه المجاهدين الإيرانيين والعراقيين في محور المقاومة، ونجتمع لإحياء ذكرى رجل من الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه".
وشدَّد على أنَّ الشهيد سليماني مضى شهيدًا على طريق الحق بعد اغتياله وإخوانه على يد الباطل الصهيو-أميركي، مشيرًا إلى أنَّ الباطل الصهيو-أميركي أراد أن يغيِّب الشهيد سليماني عن دوره في فلسطين.
وأوضح القططي أنَّ الصهاينة والأميركيين خابوا وخسروا في حساباتهم وأوهامهم لأن الشهيد سليماني نهج حاضر في فلسطين وفي كل مكان تحدث فيه مواجهه بين الثوار وفي كل زمان يحدث فيه صراع بين الحق والباطل.
ولفت إلى أنَّ حضور فلسطين في قلب إيران الثورة والجمهورية هو السبب الحقيقي لاغتيال الشهيد سليماني، معتبرًا أنَّه كان رمزًا لحضور فلسطين في قلب إيران ورأس حربةٍ في صدر الكيان الصهيوني والاستعمار الأميركي.
ورأى عضو المكتب السياسي لـ"الجهاد الإسلامي" أنَّ اغتيال الشهيد سليماني جاء بسبب مكانته ودوره كقائد لفيلق القدس في الحرس الثوري المكلف بمقاومة الكيان الصهيوني والاستعمار الأميركي وبدعم المقاومة الفلسطينية بالمال والسلاح والخبرات.
ولفت إلى أنَّ القائد الشهيد أكَّد هذا الدور في إحدى رسائله لقادة المقاومة الفلسطينية.
ونقل عن سليماني في رسالته: "طمئنوا الجميع أن إيران الإسلامية لم تترك فلسطين وحيدة مهما تعاظمت عليها الضغوط واستحكم عليها الحصار، فالدفاع عن فلسطين هو المصداق الحقيقي للدفاع عن الإسلام والقرآن، إن شاء الله سيكون فجر النصر قريبًا بعونه تعالى وأجراس موت الصهاينة الغزاة ستقرع".
وتابع القططي: "التقيت بالقائد سليماني ومن أكثر العبارات التي رددها أمامنا: نحن في خدمتكم. كل مقدراتنا وإمكانياتنا تحت تصرفكم. نحن جنود في معركة تحرير القدس وفلسطين، نحن مع فلسطين وقضيتها وشعبها ومقاوميها".
وبيَّن أنَّ موقف الشهيد سليماني ليس غريبًا على رجل نشأ في رحاب ثورة وجمهورية قائدها ومرشدها الأول الإمام الثائر آية الله العظمى السيد روح الله الخميني (قدس)، الذي أفتى قبل انتصار الثورة بتحريم التعامل مع الكيان الصهيوني ووجوب دعم المجاهدين الفلسطينيين بالمال والسلاح.
وأردف القططي قائلًا: "الإمام الخميني (قدس) اتخذ من علاقة النظام الملكي البائد مع الكيان الصهيوني سببًا لنزع شرعيته ودعا لأن تكون فلسطين قضيه المسلمين الأولى، وبعد انتصار الثورة وإقامة الجمهورية الإسلامية رفع الإمام الخميني شعار "اليوم إيران وغدًا فلسطين ونادى بإزالة "إسرائيل" من الوجود كواجب شرعي على كل الأمة".
ورأى أنَّ الإمام الخميني (قدس) أبدع يوم القدس العالمي وأدخل فلسطين في صلب مشروعية الثورة والدولة وحدّد سياسة إيران الخارجية وأمنها القومي وسار على نفس الدرب آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي.
وأشار القططي إلى أنَّ "السياسة الثابتة لإيران كانت سببًا أغاظ أميركا التي سفكت دم الشهيد قاسم سليماني وأصبح دمه فاصلًا بين نهجين نهج مقاوم ونهج مساوم، أما المقاوم فيضبط ساعته بتوقيت القدس وفلسطين ويوجه بوصلته نحو القدس وفلسطين، فيما يضبط المساوم ساعته بتوقيت "أورشليم واشنطن" ويوجه بوصلته في كل الاتجاهات بعد القدس وفلسطين".
وتابع: "شتّان بين نهج تعتز به الأمة وتعيش حياة الحرية والعزة والكرامة، ونهج تُذل فيه الأمة وتعيش فيه حياة العبودية والذلة والمهانة".
وأضاف: "نحن كشعب ومقاومة بحاجة لترسيخ علاقتنا بكل الأمة العربية والإسلامية وتلقي الدعم من كل الأمة مهما كان نوعه وحجمه. محدد علاقتنا بالأمة هي فلسطين فبقدر اقتراب مكونات الأمة من فلسطين نقترب منهم وبقدر ابتعادهم عنها نبتعد عنها".
وذكر أنَّ "محدد العلاقة الأخرى هو الكائن الصهيوني، فبقدر الاقتراب منه بالاعتراف والتطبيع والتحالف يكون ابتعادنا وبقدر الابتعاد عنه بعدم الاعتراف والمقاطعة والمقاومة يكون اقترابنا".
ولفت عضو المكتب السياسي لـ"الجهاد الإسلامي" إلى أنَّ "علاقتنا بالأمة تصب في اتجاه توحيد طاقات الأمة وشعوبها باتجاه مشروع تحرير فلسطين بعيدًا عن الصراعات الجانبية التي تزيد من خلافاتها وتفرقها".
وشدَّد على أنَّ زوال "إسرائيل" حقيقة بموجب وعد الآخرة بالفعل البشري المقاوم بعيدًا عن وهم الانتظار على رصيف التاريخ، وأنه مطلوب من الجميع العودة إلى هدف التحرير الكامل لأرض فلسطين بعيدًا عن وهم الحالمين بالدولة الفلسطينية المستقلة إلى جانب الكيان الصهيوني.
ودعا إلى إنجاز الوحدة الفلسطينية من بوابة مشروع المقاومة والتحرير، كما دعا إلى التركيز على مشروع تحرير فلسطين كهدف وطني بعيدًا عن وهم تقديس الأطر والمسميات التي فرغت من مضامينها وأهدافها الوطنية".
من جهته، قال مدير المكتب الإعلامي للجان المقاومة في فلسطين محمد البريم "إن جريمة اغتيال الفريق سليماني كشفت حجم المأزق الذي تعيشه الولايات المتحدة الأميركية".
وبيَّن أنَّ "خيار المواجهة والمقاومة وتوحيد طاقات الأمة هو الطريق الوحيد لهزيمة المشروع الصهيو-أميركي".
وأكَّد البريم أنَّ "المقاومة اليوم أشد بأسًا وتطورًا وقدرة على مواصلة معركة التحرير والعودة"، لافتًا إلى أنَّ استشهاد اللواء سليماني سيكون بداية مدد أممي للقضية الفلسطينية العادلة حتى التحرير.