بسم الله الرحمن الرحيم
لا تزال تداعيات الحرب القذرة، التي قام بها ازلام النظام البعثي البائد في العراق، باسناد وتواطؤ القوى السلطوية، واذنابهم من الاقزام ... الشيوخ العربان، بضخهم الاموال بلا حساب وكتاب، ووضعهم جزرهم الخليجية، تحت امرة عصابة صدام المارقة، بهدف القضاء على الثورة الاسلامية، الشعبية الفتية واجتثاث جذورها ... لا تزال التداعيات، بعد مرور اربعين عاما على اندلاع الحرب، حاضرة ... حية ... في كل مكان من ارض ايران الاسلامية، وفي كل ذهن وفكر، لدى شرائح الشعب الايراني المختلفة، ورغم الدمار الشامل، الذي تعرض له الشعبان المسلمان، الايراني والعراقي، من ازهاق لارواح بريئة، وابادة للبنى التحتية، فقد خرجت الثورة الاسلامية المظفرة، مرفوعة الهامة، صلبة العود، وضاربة الجذور باعماق التاريخ، بقادتها الاشاوس، الذين ارتضوا مسار الحق والحقيقة، فاما النصر واما الشهادة في سبيل الله تعالى، وعلى راسهم مجاهد، صنديد وقائد فذ، لا تلومه في الحق لومة لائم، ولا تثنی عزيمته التضحيات مهما بلغت ... سار داعيا الى العز والكرامة، واحياء دين الله المتعال، ومقارعة الظلم والطاغوت، وتطهير ارض ايران خاصة من الارجاس، كجده سيد الشهداء الحسين عليه السلام ... الا وهو الامام الخميني (قدس سره)، الذي ارتقى منصة الفداء والتضحية، غير مبال بما اعده له، ازلام الشيطان الاكبر، امريكا، والدائرین في فلكهم، والمسبحين لهم، من شيوخ العربان، الغربان ! الذين لا تساوي عقولهم وافكارهم، وان اجتمعت ككتلة واحدة، لا تساوي عطسة معز ! فقد ذهبت (القادسية) وذهب (القائد الضرورة، قائدها !) ادراج الرياح، غير ماسوف عليه ! . لقد هرب (قائد العروبة !)، يلتمس النجاة ... حيث حط به المطاف الى حفرة، يختبئ فيها كجرذ، ضاقت به الارض ما وسعت ! ... هرب من الذين اتو به الى الحكم ودعموه بالمال والسلاح، بعد ان سطى عليهم، ليحبوهم بما قدموا له، وقاموا به من مكرمات تجاهه، في حربه ضد الاسلام والمسلمين ! ... فكان نصيبه مما فعل، الابادة والخزي والعار ! ... هكذا هو التاريخ ... وهكذا هو مصير الطغاة ... " فاتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بايديهم وايدي المؤمنین فاعتبروا يا اولي الابصار." (1)...
لقد اطلقها الامام الخميني (قدس سره) صرخة مدوية، لايزال صداها ماثلا، في كل حدب وصوب من ارض ايران الاسلامية ... " ان حزب البعث الخبيث في العراق، يتدحرج في منحدر السقوط، نحو العذاب الاليم من خلال دافعه الشيطاني . ولكن الشعب الايراني والجيش وحرس الثورة وقوات التعبئة (البسيج)، وسائر القوات المسلحة العسكرية والنظامية، جميعهم يسيرون نحو بلوغ قمة السعادة، وهي احدى الحسنيين، اما النصرو اما الشهادة وبلوغ لقاء الله. " (2) ... ان المتتبع للاحداث على اختلافها ومشاهدها على مستوى العالم، يتضح له الموقف، كاظهر من الشمس في رابعة النهار ... ويرى امام عينيه، كيف ان السحر ينقلب على الساحر باقرب مما يتصورون ! ولكن ... ما اكثر العبر واقل المعتبر !. فما نشاهده اليوم، من هرولة دويلات الانبطاح للتطبيع مع عدو الاسلام الاول، الكيان الصهيوني الا غيضا من فيض ... فهل فقد هؤلاء العربان، عقولهم وجنوا او تحولوا الى مخلوقات ممسوخة، مسلوبة الارادة، ومطايا يعتلي ظهورها بنو صهيون ؟! ... يبتغون الامن والاستقواء، من كيان لا يقدر حتى على حماية نفسه ! فكيف ذلك وفاقد الشيئ لا يعطيه ! . ان مصيرهم محتوم، كمصير من سبقهم الى (عبادة) الشيطان الاكبر، امريكا . لقد اضاءت صفحات التا ریخ، مواقف وکلمات خالدة، مزمجرة في وجوه عبدة الشياطين ... من سيد الشهداء الحسين عليه السلام واهل بيته الطاهرين، واصحابه الميامين، الى الامام الخميني (قدس سره)، حفيد الامام الحسين عليه السلام ... قال سماحته : " ينبغي على الشعب الايراني الشريف، من العلماء والجامعيين والكسبة والتجار، والشباب الاعزاء، والطلبة والمقاتلين وسائر شرائح الشعب، ان يبرهنوا في (اسبوع الدفاع المقدس)، على دعمهم للجمهورية الاسلامية والقوات المسلحة، المضحية في سبيل الاسلام وايران، وان يحيوا ذكرى الشهداء الذين اصبحت الجمهورية الاسلامية وانتصاراتها، مرهونة بتضحياتهم. " (3) ... وان غدا لناظره لقريب.
________
1_ الاية 2، سورة الحشر.
2_ صحيفة الامام العربية، ج 15، ص ص208.
3_ نفس المصدر، ج 16، ص 390.
______
د . سيد حمود خواسته. القسم العربي، مؤسسة تنظيم ونشر تراث الامام الخميني (قدس سره)