بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة مفتوحة لمسلم امريكي اسود، مخالف للسياسات العنصرية للحكومة الامريكية، قبل اربعين سنة، كرد له على الخطوة الانسانية، الذكية التي قام بها الامام الخميني( قدس سره)، بامره، باطلاق سراح النساء والسود الرهائن، بعد عدة ايام من احتلال وكر التجسس الامريكي، مخاطبا فيها الامام.
نشرت هذه الرسالة، انذاك، في صحيفة (كرنيكل) الامريكية، وتم تسليم نسخة منها الى قنصلية الجمهورية الاسلامية الايرانية في سانفرانسيسكو.
حدث، وقع خلال عشرات من الاعوام الماضية، ولايزال صداه يصم الاسماع الى اليوم ! ... فامريكا هي العنصرية، والعنصرية هي امريكا هي امريكا ! توامان متلاصقان، لا حياة لاحدهما دون الاخر ! ... فما قام به (رعاة البقر) من الامريكيين، مذ تاسيس امريكا، ضد الهنود الحمر، السكان الاصليين وابادتهم (بالجملة)، خلال تاريخ الغرب الوحشي ! واستعبادهم للافارقة، كعبيد يعملون في مزارعهم، بيوتهم ومصانعهم، يدل دلالة واضحة على ان التمييز العنصري والعرقي منه خاصة، معيار ثابت لركن من اركان الراسمالية البغيضة، والاستعمار بشقيه القديم والجديد، وان اختلفت الاساليب والطرق والوجوه، التي تبرقعت بالحرية، المساواة، حقوق الانسان وما شابه ذلك ! وما نشهده اليوم في امريكا، الا غيض من فيض ! فقد طفح الكيل وبلغ السيل حده، مقتحما حتى البيت الاسود ! وصاحبه الذي يفر من قصره الى قبو تحت الارض، مرتجفا، مرتعدا ! ثم يعود ويامر بكتل اسمنتية، كسياج يلتف حول بيته الابيض ! ... فهم كما قال القران الكريم في امثالهم " كانهم حمر مستنفرة فرت من قسورة " 50/ مدثر . ..! فالليث الاسودالغاضب، منتفض لسحقهم ... والمارد الاسود، مزمجر كبركان هادر، لازالتهم من على وجه الارض ! ...
اما الاسلام، واما قادته العظام، كالامام الخميني (قدس سره)، فقد مثلوا الديانة الاسلامية بكل ما تحمل من رافة ورحمة، في سلوكياتهم وافعالهم، وما اطلاق سراح الرهائن من النساء والسود الامريكيين قبل اربعين عاما، خلال احتلال السفارة الامريكية، وكر الجاسوسية، الا دليل واضح على ذلك، وما قام به الشرطي الامريكي العنصري، من عمل فاحش، اجرامي ووحشي، ضد المواطن الامريكي الاعزل الاسود جورج فلويد، والضغظ على رقبته بركبته حتى فارق الحياة، الا دليل اظهر من الشمس، على تجذر العنصرية والفاشية في النظام الراسمالي الحاكم في امريكا، كما ذكر الدكتور حميد الانصاري قائم مقام مؤسسة تنظيم ونشر تراث الامام الخميني (قدس سره).
ذكر الامام، لافتا الانظار " ان بعثة الانبياء، لم تكن لتربية الانسان فحسب، بل كانت للتصدي للظلم ... الانبیاء ايضا بعثوا من اجل ان تتفتح معنويات الناس وقدراتهم، ففي ظل تلك القدرات، يدركون باننا لسنا شیئا ! اضافة الى العمل على اخراج الناس والضعفاء من هيمنة المستكبرين " (1).
هكذا اوضح سماحته رسالة الاسلام الى البشرية جمعاء، فالانسان حر، غير عبد الا لله تعالى فقط ... العبودية للخالق عز وجل وحسب لا لغيره . .. لا لهبل واللاة والعزى ! المتجلية في عصرنا الراهن، بحكام امريكا المتغطرسين السكارى! ... وما بعث الله جل جلاله الانبياء (ع )، الا من اجل الوصول الى ذلك الهدف الرفيع، المتعالي.
و" ... جاءت النبوة اساسا لتحطيم اسس قدرة الاقویاء الذين يظلمون الناس. " (2) ولا يتحقق العدل والانتصار على الظالم، الا عن طريق معرفة الهدف والمسار المستقيم، حيث " ان مبنى واساس الاسلام، ايضا, هو النضال والفكر الايجابي لمقارعة الظلم (لاتظلمون ولاتظلمون ) "(3).
... نحن بانتظار اليوم الاغر الذي تتلاشى فيه وتضمحل، الامبراطورية العنصرية الكبرى، امريكا، وان غدا لناظره لقريب.
_______
1- صحيفة الامام العربية، ج 17، ص 427.
2- صحيفة الامام العربية، ج 3، ص 290.
3- صحيفة الامام العربية, ج 14، ص 67.
________
د. سيد حمود خواسته _ القسم العربي.