ان افكار الامام الثقافية والاجتماعية، فيما يتعلق بالمرأة، ينطبق ومدرسة الاسلام، الانسانية. فسماحته (قدس سره) يعتبر الاقتداء ببضعة الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله)، الجامعة لكل ميزات الانسان الكامل، يليق بالمرأة المسلمة، معتقداً اذا ما اتبعت المرأة، هذه السيدة الجليلة التي حوت جميع الخصائل الانسانية، فان المجتمع سيتقدم ويتطور باستمرار. الميزات المذكورة، تتوضح خلال ثلاثة محاور:
1- مكانة وشخصية المرأة: ان الابعاد الوجودية والانسانية لحضرة الزهراء سلام الله عليها، تدل على احتواء المرأة للهوية الانسانية وهي مرشحة للنمو والتعالي. لذلك، استخدام تعابير كـ: "المرأة مظهر تحقق آمال البشر" (صحيفة الامام،ج7،ص 253)، "أن المرأة انسان، بل انسان عظيم" (صحيفة الامام،ج7،ص 251)، "من حضن المرأة يسمو الرجل في معارج الكمال" (صحيفة الامام،ج7،ص 253). يليق بهذه الشخصية.
2- دور المرأة في الأسرة: القيام بدور الزوجة والام في الاسرة، يعني، منح الاصالة لتنظيم العائلة من ناحيتين: اولاً، طلب الانس و اظهار المحبة للزوج، وثانياً، توفير مكانة آمنة ومستعدة لتربية الابناء. لذا، فان الاسرة، تعتبر، من اهم التنظيمات الحياتية والرئيسية، ودون التواجد المثمر، النشط للتنظيم المذكور، وعدم تحقق (العائلة المطلوبة)، لايمكن ان تكون، هناك، تنمية في المجتمع الاسلامي. فبرامج وقوانين الاسلام، بالنسبة للاسرة، كـ: اختيار زوج لائق، ظروف الزواج، كيفية الإنجاب وغير ذلك، يدل على اهمية التربية في العائلة، وتهذيب النفس وتربية موجود انساني- الهي في محيط الاسرة، يتماشي مع مقاصد الانبياء ومدرسة الاسلام.
ان الامام الخميني (قدس سره) يعتبر، بيت فاطمة سلام الله عليها الصغير، انجح عائلة. في ذلك البيت، تربّى اشخاص، تجلت كل قدرة الحق تعالى فيهم، وقاموا بخدمات ابهرت الانسانية جميعها. الاسرة، هي، اول نواة للمجتمع، حيث ينشأ الانسان فيها، وتتحمل الامهات مسؤولية تربية الابناء الكبيرة. فكلام الام، خُلق الام وعملها، يؤثر عليهم. فاذا ماكانت الام طاهرة، طيبة ومهذبة، فان الابن او البنت ينشآن على اخلاق صحيحة وتهذيب نفس وعمل جيد. واذا ما حدث ذلك، قد يستطيع الابن او الإبنة، توفير السعادة لشعب ما، وعلى العكس.. فان التربية الفاسدة قد تؤدي الى الفساد في المجتمع. (صحيفة الامام،ج8، ص 280)، اذن، فالمهنة الشريفة للام، مؤهلة لتعابير كـ: "ان تجسم العطف والرحمة في عين الام النورانية، هو بارقة رحمة رب العالمين وعطف" (صحيفة الامام،ج16، ص 171).
3- دور المرأة في المجتمع: الامام الخميني (قدس سره) يعتبر صلاح او فساد المجتمعـ يرتبط بصلاح وفساد المرأة. لانه، أولاً: تتمتع المرأة بدور محوري في تربية الابناء، وهم رأسمال انساني، يرتكز عليه نمو كل مجتمع، وبما يتلقون من تربية صحيحة او غير صحيحة.. يبعث على ظهور اُناس صالحين او شرّرين، يتأثر، تماماً، المجتمع بهم من حيث السعادة او الشقاء. ثانياً: ان المرأة تشكل نصف المجتمع ولها دور في الحقول الاخلاقية، التربوية، السياسية، الثقافية، العلمية، الدفاعية والعسكرية. لذا، فاضافة الى انتفاع المجتمع من قدرات، استعدادات وخلاّقيات المرأة، فان قيادة النصف الآخر من المجتمع بيدها. كمثال على ذلك، فالمرأة وبتربيتها الصحيحة (للأبناء او البنات) في المجالات الاخلاقية والتربوية، تصوغ انساناً! وتُعمّر بلاداً!
وكذلك (يصدق) فيما يرتبط باكتساب العلم والفضائل الاخلاقية بالنسبة لها وسعيها في هذا الحقل.
في المجال السياسي: كان للمرأة دور اهم من الرجل، خلال الثورة الاسلامية الايرانية. ذلك، لانها كانت نشطة من ناحية، ومن ناحية اخرى كانت المشجّعة للرجل في المجال المذكور. فالفخر والاثر الذي اوجدته المرأة (في المجتمع)، آنذاك، يحضى بتكريم فائق.
في الحقل الثقافي والعلمي: مؤشراً الى مظلومية ثقافة الاسلام وضرورة احيائها، قام بتشجيع المرأة لتنشط في الجبهة العلمية والثقافية.. وبالنظر لتربية ابناء اليوم وجيل المستقبل في حضن المرأة، قال سماحته (قدس سره):
"لقد اثبتن ايتها النسوة الايرانيات بأنكن كنتن رائدات في هذه الثورة، وان لكن نصيبا كبيرا في نهضتنا الاسلامية هذه. وانكن دعامة لنا في مستقبل البلاد. انتن الاصل في تربية العديد من الرجال والنساء العظام."(صحيفة الامام،ج6، ص 411).
في الحقل الدفاعي والعسكري: مُشيراً الى ماقامت به المرأة من دور يبعث على الفخر، بالتصدي للنظام الملكي، والوقوف بوجه القوى السلطوية، اعرب سماحته (قدس سره) قائلاً:" لقد بلغت مقاومة وتضحيات هؤلاء النساء العظيمات في الحرب المفروضة درجة عجيبة بحيث يعجز القلم والفكر من ذكرها، بل يشعر بالخجل إزاءها" (صحيفة الامام،ج16، ص 147).
- مقتطفات من مقالة للسيدة فريدة مصباحي، تحت عنوان (نظرة الامام الخميني (قدس سره) الى دور المرأة في التنمية الثقافية والتصدي للحملة الثقافية-ف.
- قسم الشؤون الدولية.