نحن على اعتاب العيد السعيد الذي اطل علينا بعد شهر كامل من الصيام، الاطاعة لله تعالى وتكفير الذنوب، بما تحمله الكلمة من معنى، وان كان ذلك لايصدق على كل من كُتب عليه صيام الشهر الفضيل، إلاّ ان الامر ومهما نتج عنه، يفصل بين الله عزوجل وعبده من جهة وغمزات الشيطان الرجيم واتباعه من جهة اخرى. إننا في الوقت الذي نودع فيه شهراً مباركاً يضم في حناياه ليلة القدر التي هي خير من الف شهر، نستقبل عيد الفطر الاغر، مفعماً بالافراح والامال والرجاء، على ان نلتقية بحفاوة، بعام جديد ان شاء الله تعالى.. في هذا الوقت البهيج، ننظر الى الامة الاسلامية ومايعتريها من مصاعب جمة، وصراع وسفك دماء، وازهاق ارواح بريئة، خطفت منها ابتسامة العيد ولاسيما الطفولة.. في فلسطين الأبيّة الجريحة التي لاتزال ترزح تحت احتلال قطعان متوحشة سائبة من الصهاينة مصّاصي الدماء.. الى اليمن (السعيد) الجريح الذي تريد له مهلكة آل سعود، الدمار الشامل، فاما ان ينضوي تحت عباءة محمد بن سلمان طاغية آل سعود، او يُمحى من على صفحة الوجود! كما يتمنون! وهيهات... هيهات.. فاليمن برجاله ونسائه سيعود بعون الله عزوجل كما كان بل واصلب عوداً وقوة، وهذا هو حكم الله تعالى وحكم التاريخ وآل سعود ومن لف لفّهم الى حاوية نفايات التاريخ، فالامة الاسلامية والاسلام على لقاء مع النصر... الاسلام منتصر باذن الله جل جلاله، وخير دليل على ذلك انتصار الثورة الاسلامية المباركة بقيادة امام الامة ومجاهدها الامام الخميني (قدس سره)... الذي كان يدوي صوته ولايزال، ليس في ايران فقط بل وفي ارجاء المعمورة، مذكّراً ومنذراً وفاضحاً زيف اعداء الاسلام واعداء كل نهضة وحركة تحررية، تبغي الانعتاق من الاستعمار الجديد والمستعمرين الجدد ولاسيما امريكا. قال سماحته (قدس سره):
«لقد كان عيد الفطر .. عيد الملحمة والحركة الشاملة لجميع تيارات الشعب الايراني، لقد أثبت هذا اليوم للعالم وعي الشعب الايراني الفكري والعملي، كما أثبت زيف الادّعاءات الواسعة لأعداء النهضة. وقد أثبت تلاحم جميع فرق الشعب، وأعلن مطلب الشعب كافة بكل صراحة ألا وهو ذهاب الشاه والإطاحة بنظام الظلم والنهب. لقد أتبع الشعب الايراني المسلم صلاة العيد بعبادة عظيمة أخرى هي الصرخات المدّوية ضد نظام الظلم والنهب لإقامة حكومة العدالة الإسلامية وهذا في حد ذاته من أعظم العبادات .»(صحيفة الامام الخميني، ج3، ص387)
قسم الشؤون الدولية