كاتب اميركي يتحدث عن تجربة لقائه بالامام الخميني (قدس سره)
روبين وورث كارلستون، الكاتب الاميركي، لاقى الامام الخميني (قدس سره)، في العشرين من شهر بهمن عام 1360 هـ. ش (1982 م)، وها هو يلتقيه للمرة الثانية في أذار عام 1980 م، معتبراً هذا اللقاء، اهم حدث في حياته وانه لم يشهد قط، رجلاً كالامام الخميني (قدس سره)، على مر السنين، على كثرة من التقاهم من كبار الشخصيات الدينية، السياسية والاجتماعية، واصفاً الامام، بانه رجل نذر نفسه لله تعالى واطاعته واحياء عظمة الاسلام واعادته الى الاذهان، كما جاء في القرآن الكريم، ومُعرباً عن اعجابه الشديد، بالامام الخميني (قدس سره)، كقدّيس ورجل فذ كرّس حياته لهداية امته ورفعة شأن الاسلام الاصيل كما هو، لاكما يعرضه المُبطلون والمناوئون والحاقدون.
يصف كارلستون، اشتياقه ولهفته العارمة للقاء الامام (قدس سره)، خلال الطريق الذي سلكه مع الكثيرين الى جماران وحسينية جماران، المحل الذي اعتاد الامام، التحدث فيه لشرائح الشعب المختلفة والوافدين اليه من كافة اَصقاع العالم، ويذكر ان لهفة الناس، لرؤية الامام عن قرب والاستماع اليه، لاتقل عن لهفته وشوقه لمشاهدة هذا الرجل الذي اهتز العالم كله له. امتلئت الحسينية كما وصف كارلستون، بالناس الذين توجهت انظارهم الى كرسي مغطّي بقطعة قماش بيضاء، يجلس عليه الامام للتحدث اليهم... كانوا صامتين تلوح على وجوههم علامات الاحترام الفائق والحب الشديد.. وكان هناك رجل دين قرب الكرسي، ينظّم المايكرفون... منتظراً اشارة دخول الامام الخميني(قدس سره).
قُبيل ذلك، فاحت رائحة عبقة من اطفال فلسطينين ولبنانيين، ابناء شهداء سقطوا في سُوح الشرف والنضال، مُنشدين ومغردين للأسلام وللثورة ولأمام الثورة... كان الامام الخميني (قدس سره)، كما يرى كارلستون، يكن لهم حباً عميقاً... وبعدهم، دخلت مجموعات من التلامذة الايرانيين بلباس موحّد، يتبعهم معلموهم، منظمين صفوفهم.. في هذا الخضم المتلاطم الذي تاه فيه كارلستون ونسى نفسه، دخل الامام الخميني (قدس سره).. وبدخوله انبعثت امواج معنوية.. روحية ونسائم معطرة، محببة الى القلوب، شدّت جميع الحاضرين في الحسينية، بما فيهم كارلستون، الذي اصابته الدهشة، وارتعشت جوارحه وجوانحه، لعظمة ماشاهده في الامام، وفي محيّا الامام خاصة، الذي يمثل الاسلام الأصيل وعظمته.. اِنْشدّ كارلستون، لما رأه، مُعرباً، ان الامام الخميني (قدس سره)، اوجد فيه بل وخلق فيه.. في قلبه.. في ذهنه وفكره، شعوراً واحساساً، لايُمكن تسميته الاّ بـ «الحب».
د. سيد حمود خواسته، قسم الشؤون الدولية
عن مجلة (حضور)، بتصرف.