الحمد لله الذي أراد أن يمنّ على المستضعفين بنصرهم على المستكبرين، ويطهِّر الأرض من رجس المستكبرين، ويجعل المستضعفين حكَّاماً على الأرض «48». لقد جاء الإسلام لهذا الغرض، وتعاليم الإسلام هي لهذا الأمر وهو أن لا يبقى مستكبر في الأرض، وأن لا يستطيع المستكبرون استعمار المستضعفين واستغلالهم. إننا بتبع تعاليم القرآن السامية وما وصلنا من الإسلام وسيرة الرسول الأكرم وأئمة المسلمين، وما وصلنا أيضاً من سيرة الأنبياء كما ينقلها القرآن، وهو أن على المستضعفين أن يتحدوا ويثوروا بوجه المستكبرين ولا يتركوهم ليعتدوا على حقوقهم.
نسأل الله تعالى أن يجعل هذه النهضة الإسلامية والانسانية أسوة لجميع المستصعفين وتنبيهاً للمستكبرين. لا يتصور المستكبرون أن لهم أن يحكموا المستضعفين وأن يستعمروهم ويستغلوهم. ولا ينظر المستضعفون إلى الحكومة بمثابة سلطان بل خادم. ليكونوا إخوة، يخدم الأخ أخاه الآخر، وكل منهما سند للآخر.
صحيفة الإمام(ترجمة عربية)، ج7، ص: 92-91
لابد من العمل لاتساع نطاق هذه النهضة إلى العالم أجمع- نهضة المستضعف بوجه المستكبر- إن إيران كانت البداية والقدوة لجميع الشعوب المستضعفة لتنظر الشعوب المستضعفة إلى إيران كيف وقفت بأيد خالية، ولكن بقوة الإيمان ووحدة الكلمة والتمسك بالإسلام بوجه القوى الكبرى وتغلبت عليها .. فلتقتد بقية الشعوب بهذا السر الإسلامي، بهذا السر الإيماني .. لينهض المسلمون في جميع أقطار العالم، بل لينهض المستضعفون، إن الوعد الإلهي قد شمل المستضعفين حيث يقول عزّ من قائل: (ونريد أن نمنَّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين)فالإمامة حق المستضعفين والوراثة للمستضعفين. وأما المستكبرون فإنهم غاصبون. يجب إخراج المستكبرين من الساحة، لقد طردنا مستكبري إيران من الساحة وجلس مكانهم المستضعفون.
صحيفة الإمام(ترجمة عربية)، ج7، ص: 221
إن جميع الأديان السماوية ظهرت من بين عامة الناس، وهاجمت المستكبرين بمساعدة المستضعفين. فالمستضعفون كانوا وعلى مرّ التاريخ عوناً للأنبياء في مواجهة المستكبرين والتصدي لهم. وفي الإسلام نهض الرسول الأكرم من بين المستضعفين، وقام وبمساعدتهم بإرشاد مستكبري عصره أو محاربتهم وهزيمتهم. إن للمستضعفين حقاً على جميع الأديان. إن للمستضعفين حقاً على الإسلام، فعلى مدى ألف وأربعمائة عام وقف المستضعفون الى جانب الإسلام، وعملوا على ترويجه ونشره. إن الأنظمة الملكية والمستكبرين المرتبطين بهم كان طريقهم مخالفاً لطريق الإسلام دائماً، وكانوا يحاربون الإسلام طوال تاريخ حياتهم المنحوسة. فالمستضعفون كانوا أتباع الأنبياء، أتباع العلماء، أتباع الأولياء. ثورتنا أيضاً نجحت بالمستضعفين. أما المستكبرون فإنهم إما فرّوا أو قبعوا في منازلهم. أين كان الذين يريدون اليوم الجلوس إلى هذه المائدة لتحصيل المنافع غير المشروعة، في ذلك اليوم الذي كان المستضعفون يقدمون دماءهم؟ المستضعفون هم الذين دفعوا نهضتنا إلى الأمام، هم الذين ضحوا بدمائهم.
صحيفة الإمام(ترجمة عربية)، ج7، ص: 243
كان يوم القدس يوماً إسلامياً وتعبئة إسلامية عامة، وإني آمل أن يكون مقدمة لتأسيس حزب المستضعفين في العالم، ليشارك المستضعفون فيه أيضاً ويبحثوا عن حلول للمشاكل التي تعترض طريقهم، لينهضوا وينتفضوا في وجه المستكبرين والناهبين الدوليين في الشرق والغرب، ولا يسمحوا لهم باضطهاد مستضعفي العالم بعد الآن، ويحققوا نداء الإسلام ووعد الله تعالى بحكومة المستضعفين (وراثة الأرض)فالمستضعفون الآن مشتتون وبهذا التشتت لا نستطيع فعل شيء، والآن حيث تحقق لمّ الشمل لمجموعة من المستضعفين في الأرض، يجب أن يكون ذلك مثالاً ويقتدى به من قبل شعوب الأرض، وتحقق (حزب المستضعفين) الذي هو (حزب الله)، وتجسيد إرادة الله تبارك وتعالى حيث أمر بوراثة المستضعفين الأرض.
صحيفة الإمام(ترجمة عربية)، ج9، ص: 224