نداء إذاعي- تلفزيوني للامام الخميني (قدس سره)للشعب الايراني بمناسبة حلول السنة الجديدة
التاريخ 1 فروردين 1361 ه-. ش/ 25 جمادي الاولى 1402 ه-. ق
المكان: طهران، جماران
المناسبة: عيد النوروز
بسم الله الرحمن الرحيم
مبروك هذا العيد السعيد والعام الجديد لجميع المسلمين وللشعب الايراني الشريف وللاخوات والاخوة، ومبروك هذا العيد لجميع اولئك الذين بذلوا جميع طاقاتهم في هذا العام من اجل مضي الإسلام قدما إلى الأمام. ويحدوني الامل بان يكون هذا الدعاء الذي يقرأ عند حلول العام الجديد وهو: (يا مقلب القلوب والابصار، يا مدبر الليل والنهار، يا محول الحول والاحوال، حول حالنا إلى احسن الحال) قد تحقق لشعبنا في العام الماضي، وان يتحقق ما هو اكثر في هذا العام، فان جميع القلوب وجميع الابصار والبصائر هي بيد الله تعالى، فهو الذي يدبر الليل والنهار، والكون وهو الذي يحول القلوب وينور البصائر وهو الذي يغير حالات الانسان، وقد شاهدنا ذلك في شعبنا العزيز في النساء والرجال والصغار والكبار حيث انقطعت القلوب عن الامال الدنيوية، وعما هو في الطبيعة، وانقطعت إلى الله وتنورت البصائر ليعرفوا بواسطتها صلاحهم عن فسادهم. وانني على امل ان يبلغ هذا التحول اعلى درجاته في هذا العام حيث ان القلوب التي كانت مقبلة على الدنيا قبل الثورة واهتمت قليلا بالغيب نراها اليوم وقد تجلى فيها نور الغيب واصبحت تعشق لقاء الله وتشتاق اليه وقد منّ الله بفضله ولطفه على هذا الشعب فتعزز ايمانهم وهو احدى علامات ظهور بقية الله- ارواحنا فداه- فليس عبثا ان يحدث مثل هذا التحول في شعب كان تحت سلطة النظام الشاهنشاهي الظالم وعاش خمسين عاما سوداء لكنه اصبح قلبا واحدا نوره اسطع من الشمس، ويضيء نور بصيرته عالم الملك والملكوت حتى حدث تحول اعجازي في جميع شرائح الشعب.
مبروك هذا اليوم الجديد وهذا العام الجديد لجميع اولئك الذين بلغت قدرة ايمانهم مرحلة البلوغ، ولي الامل ان تبلغ اعلى مراتب البلوغ. حيث نرى تقديم الدم والتضحية به بشجاعة وعزم وهي حالة جديدة نشهدها في الشعب وقد بلغت مرحلة البلوغ وستبلغ اعلى درجاتها ان شاء الله. ولي الامل ان يكون هذا العام مثل العام الماضي وجميع الاعوام مباركا، وان يعمل جميع المؤسسات الحكومية طبق القوانين الاسلامية وتحل المشاكل الواحدة بعد الاخرى بقدرة الإيمان وحماية الشعب. صحيح اننا نعاني من مشكلات كثيرة، لكننا نملك بالمقابل طاقة انسانية عجيبة تدعمها قدرة الهية من خلفها. فاننا نعتقد ان الله تعالى حامينا وان هدفنا هو التحرر من قبضة أعداء الإسلام وتحقيق استقلال بلدنا الاسلامي بالشكل الذي لا تستطيع قوة ان تسيء اليه حيث قمنا بالثورة من اجل الله تعالى ومن اجله نواصل الثورة. وانني على امل ان نسيطر في هذا العام على الاوضاع أفضل من السنوات السابقة. وتواصلوا مسيركم بشكل أفضل نحو الله وعلى طريق الانسانية المستقيم لنصل إلى الهدف وهو بلوغ المقام الذي وعد الله المؤمنين وعارفيه به، وتقطع ايادي جميع القوى عن البلاد ان شاء الله وقد قطعت، حيث وصلنا إلى درجة بحيث لا نشعر بالضعف امام أي مشكلة ان شاء الله وذلك بما نعيشه من وضع في البلاد وبما نملك من شباب وبما لدى نساء بلادنا وجميع الافراد من التزام. ونحمد الله ان اصبح كل عام أفضل من سابقه، ولي الامل ان نعوض عن المصائب التي حلت بنا بالايمان الذي حصل فينا وفيكم وعند الشعب جميعاً. كما لي الامل ان تكون هذه الثورة ثورة عالمية وتكون مقدمة لظهور الامام بقية الله ارواحنا له الفداء انني ابارك لجميع المؤمنين وجميع مستضعفي العالم ولجميع مسلمي العالم هذا اليوم وارجو منهم جميعا ان يحثوا الخطى على طريق الإسلام بقوة واقتدار وان يدافعوا عن الإسلام حتى يمكن ازاحة أعداء الإسلام وجميع اولئك الذين لا يطيقون رؤية الاسلام.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صحيفة الإمام(ترجمة عربية)، ج16، ص:103