كان من المفترض ان يتوجه الامام في الثاني عشر من بهمن الى مدرسة (رفاه)، غير أن شدة الزحام والحشود المكتظة حالت دون ذلك، فذهب الى منـزل احد الاقرباء.. وبعدها، وفي حوالي الساعة العاشرة مساءا، انتقل سماحته الى المدرسة من الباب الخلفي، فتفاجأ الشباب وذهلوا عندما رأوا الامام واقفاً أمامهم.. تحدث سماحته قليلاً الى الشباب ثم اتجه للجلوس في الغرفة. وقد كنت في خدمة الامام منذ أن كان في مدرسة (علوي). وكنت احيانا احظى بالفخر بأن توكل إلي مهمة مراقبة الاطراف المحيطة بغرفة الامام. وان احدى اجمل لحظات عمري كانت منتصف تلك الليلة التي نهض فيها الامام ليتوضأ استعداداً لصلاة الصبح.. فأنا اساساً من أسرة روحانية ونشأت في بيت رجل دين، إلاّ أني لم أرَ رجل دين بهذه الدرجة من النظم والترتيب.. حيث رأيت الامام يوضع العمامة على رأسه ويمشط لحيته، ورفع اكمامه وخرج للتوضأ.. حاولت أن اقترب من سماحته لتحيته، فبادرني بالقول: »اصبحت سبباً في إثارة المتاع«. فأجبته: أنت رحمة لستة وثلاثين مليون شخص. فنطق بكلمات دعاء لازالت ترن في أذني حتى هذه اللحظة.
*احمد ناطق نوري