المشاعر التي كان يتمتع بها الامام حيال ابناء الشعب، كانت على درجة كبيرة من الرقي. وعلى الرغم من كل الهموم التي كان يواجهها والمسؤوليات التي يتحمل اعباؤها، كان يأتي الى سماحته اشخاص يتحدثون اليه احياناً حتى عن مشكلاتهم الأسرية. وفي أحد الأيام جاء الى مكتب الامام شاب كان مضرباً عن الطعام حتى يتسنى له لقاء الامام. ومهما حاول الزملاء ثنيه عن ذلك والتعرف على مشكلته، باءت محاولاتهم بالفشل. وكان يصرّ على ضرورة لقاء الامام بمعزل عن الآخرين. فتم ابلاغ الامام بحكاية هذا الشاب. فوافق سماحته على استقباله رغم ما في الامر من خطورة على حياته. إذ كيف ينفرد شاب بالامام دون أية معرفة مسبقة.. على اية حال دخل هذا الشاب على الامام وطرح على سماحته مجموعة من الاسئلة التي لا معنى لها، وكان موضوعها عادياً جداً. ومع ذلك تعامل معه الامام بمنتهى الاحترام. حجة الاسلام محمد علي أنصاري، مقتطفات من سيرة الامام، ص: 161.