لم يمض وقت طويل على انطلاقة علميات «الفتح المبين» التي تبعث على الفخر، كنا قد إتصلنا بمنزل الامام و طلبنا أن يحددوا وقتاً لأن يلتقي الامام افراد من قوات التعبئة الشعبية (البسيج) الذين صنعوا هذا الفتح العظيم للاسلام وللامة الاسلامية. فتمت الموافقة على ذلك على الفور. فتم تجهيز القطار لنقل أفراد القوات من منطقة العمليات الي حسينية جماران بنفس الحالة التي كانوا فيها من لباس وخوذ وعصائب مشدودة على الجباة، الي غير ذلك.. في بداية اللقاء تحدث الاخ محسن رضائي القائد العام لقوات حرس الثورة معرباً عن شكره لسماحة الامام على استقباله لهم، ناقلاً لسماحته تهنئة قوات الاسلام بهذا النصر المؤزر. ثم بدأ الامام يتحدث.. في البداية كان سماحته يتوقف عن الكلام بين لحظة وأخري بسبب بكاء المقاتلين شوقاً ولهفة. كانت اجواء ملكوتية وعرفانية خاصة تسود حسينية جماران. بقي الامام صامتاً يتمعن شوق وحماس أبنائه المقاتلين. وبعد دقائق واصل الامام حديثه قائلاً: من دواعي اعتزازنا أننا نتنفس انفاسكم... ما أن سمع الحاضرون عبارة الامام هذه حتى ارتفعت صرخات بكائهم. الحقيقة هي أن الامام والمقاتلين كانوا يعرفون بعضهم جيداً وكانوا يذوبون حباً وعشقاً تجاه بعض البعض. (غلام على رجائي، مقتطفات من سيرة الامام الخميني،ج1،ص174).