في أيام كثيرة كان الامام يجلس في حجرة صغيرة متواضعة يجتمع فيها نحو مائة وخمسين شخصاً، في جو حار وضوء خافت و هو الضوء المنبعث من التلفاز، وأن تعرق الاشخاص وتنفسهم كان قد جعل من اجواء الحجرة أشبه بالتنور. واحياناً كانت الانفاس تضيق في هذا الجو ونخرج من الحجرة. بيد أن الامام كان يجلس عدة ساعات بكل صدق مع الناس، وكان يلقي خطاباً إثر كل قرار يتم إتخاذه. ولازلت أتذكر أن الاستاذ مطهري كان قد جاء الي قم للقاء الامام قبل اسبوع من استشهاده، وأن ازدحام الناس كان بدرجة اضطر الاستاذ مطهري للانتظار من الساعة الثامنة صباحاً حتى الساعة الثامنة مساءً الي جوار حجرة الامام وفي النهاية لم يتمكن من لقاء الامام إلاّ بعد الانتهاء من لقاء الجاهير. (حجة الاسلام انصاري كرماني، مقتطفات من سيرة الامام الخميني،ج1،ص152).