بسم الله الرحمن الرحيم
قائد الامة وامامها، هذي امتك امة واحدة، جاءت في يومك هذا تجدد البيعة لخط الرسالة الاسلامية الذي ازلت عنه تعب السنين وحجب التضليل، فاخرجته من منازع الانحسار لتعيد اليه الوضوح والرونق، على ماكان عليه عهد الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله سلم.
هذي امتك امة واحدة، جاءت في يوم وداعك تجدد القسم الشهادة: ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله، لكانها تستحضر في الخاطر ملامح التاريخ العريق منذ هبط الوحي على سيد المرسلين وحتى الفتح العظيم وتحطيم الهة الشرك الجاهلي.
هذي امتك التي بايعتك قائدا واماما ومرشدا بيعة مطلقة، تلملم اليوم الدموع في المقل وتحاول دفعها خلافا لطبيعة مسراها، ناحية القلب، علها تخفف من الم الفرقة وحرقة الالم.
هذي امتك، وقد اسودت افاقها حين ارتفعت الاعلام السود تنبئ عن رحيلك، تشعر كما اليتيم ولما يبلغ الرشد، تترجم ما يعتلج في نفوس ابنائها بلغات الارض قاطبة وفي كل بقعة اعزها الله بالاسلام.
منذ الف عام والمسلمون يتنازعهم الشتات ويتقاذفهم التردد، كلما حاولوا النهوض من كبوتهم اعادهم الاستكبار الى الركون، نصيره في طغيانه وهن الايمان وبيع الاخرة بالعاجلة.