هناك ناحيتان ملفتتان للنظر وبارزتان للعيان، ترتبطان بعضهما ببعض في الثورة الاسلامية: اولاهما: وُسعة مشاركة عامة افراد الشعب في النهضة وعدم تواجد ذلك في ثورات القرن العشرين. ثانيهما: طغيان الماهية الاسلامية على (الثورة) من ناحية الايديولوجية، لقد كانت الشخصية المميزة، الرفيعة لأية الله الخميني، كاملة، لا نقص فيها، سواء خلال الثورة او بعد الانتصار. كان سماحته، رغم ابتعاده، من حيث الجسم، عن مواطنية اربعة عشر عاماً. لكنه كان يتمتع بشعور وادراك صحيح بالنسبة للحالة الثورة الواعية (المتفشية) بين افراد الشعب، حيث استطاع تعبئة امواج الشعب الايراني المتلاطمة وزجّها للوصول الى (الهدف المنشود) الذي لم يكن يتوقعه الكثير في البلاد وكان يُعتبر هدفاً مستحيلاً لايُنال، حتى في خريف 1357 هـ.ش (1978م).