يـذودُ الـدمعُ من عيني طوفانُ ويـأبى إلا أن يـعانقه الـخدانُ
كأن الكونَ قد ارتدى الدياجي عـليك أسـى وذاك مـا يبانُ
لو القدرُ يدري أي فاجعة حلتْ لـناح مـثلَ الـجمادُ والـجانُ
بـكتكَ الـكواكبُ في العوالي مـثلما تبكيَ بالروضِ الأغصانُ
يـأتيَ الـبدرُ إلـيك مـكتئبٌ ويـرحل لـيلهُ عنه وهو حزنانُ
إذ لا يـزالُ يـبكي حـسرة ً يـرحلُ الـليلُ ولا يزال يقظانُ
قـد طـال السهادُ وطال ليلي وقـد إشـتعلتْ برأسي النيرانُ
إن كـذبَ لـساني عليك يوما فـلا تـعرفُ الكذبَ الأجفانُ
قـد لـمعتْ جـفوني سـيوفها بـماء الـعين تـتبعها الأشجانُ
حـزنا ً عـليتكَ لـما رحـلتَ فـكل مـا حولي بؤسٍ وأحزانُ
أيـا نـور الـعيون لا تغب عنا قـد بـصرَ بـنورك َ الأعـيانُ
أيـا جمهورية العرفان والأخلاق وركنَ الفلسفةِ لا يغبطهُ الأركانُ
أيـا عـظيم العلماء والحكماء قـد حـارَ بكَ فلاسفة ورهبانُ
صـوتكَ يـجري فـي عـروقنا بـدل الدماء كأنه حميمٌ وبركانُ
أي روح قـد حـوتْ بـدنك قـد ذابـتْ بـعشقها الأبدانُ
فـيكَ روح مـن الله أودعـت وروح لـلشعب حـملتها إيرانُ
قـد كنا قبلك أشباحا لا أرواحا ولـولاك مـا كـنا وما كانوا
فـلا الأرض الـتي كنا نلاطفها تلك الأرضَ ولا السكانَ سكانُ
إلـى أن أحـييتَ شـعبا بكفك فـهلعتْ رعـباً وخوفا التيجانُ
عـدتَ كتما يعودَ النسرُ ظافرا فشردتْ بـعدها شواهينٌ وغربانُ
نـطقَ الـوردُ يشدو في خمائلك وتـلكم فـي هـيبتكَ الجدرانُ
أمـارات الـمسيحِ عليك تبدو كـأنَ قـد جـارَ عليكَ الزمانُ
عابس متجهم الوجهِ منْ عرفتك شـديدٌ كـأنك أسـدٌ غضبانُ
بـعبائتك غـبار كـربلاء باقية ومـنْ ثـوبكَ يـتساقطُ الإيمانُ
أبـيتَ أن تـعيشَ فـي قـصر وتـنام وفـي الـشعب سهرانُ
سـجنتكَ بـقلبي سجنا مؤبدا مـثلما يـسجنُ الأسيرَ السجانُ
لأحـوم كالفراشة حولك هائما مثلما يحومُ حول القدحِ ِالسكرانُ
أخـفيتُ حُـبكَ في قلبي مخافة أن تـغارَ مـن حـبي الـجنانُ
بوركت من بقعةٍ ضمتْ مرقدك حـوتها قبل أن تحويكَ الوجدانُ
سـتبقى رغـم الحاسدين قلعة وحــصنا ً قـد أحـاطتهُ بنيانُ