ما رأي الإمام الخميني في لبس السواد في عزاء الحسين (ع)؟ وهل لبس الإمام قميصاً أسوداً في حياته الشريفة، أو على الأقل خلال عشر سنوات من قيادته، أم لا؟

ما رأي الإمام الخميني في لبس السواد في عزاء الحسين (ع)؟ وهل لبس الإمام قميصاً أسوداً في حياته الشريفة، أو على الأقل خلال عشر سنوات من قيادته، أم لا؟

في آثار الإمام الخميني (قده) باللغة الفارسية، وردت كلمة "لباس" (الملبس) مع ضمائرها ۸۲۵ مرة، وكلمة "سياه" (أسوداً) ۲۷۱ مرة، و"سياهپوش" (مرتدي السوادا) ٤ مرات، وكلمة "مشكي" (أسوداً) مرة واحدة فقط. لكن تركيب "لباس سياه" (اللباس الأسود) ورد فقط مرتين في مؤلفاته: الأولى حول كراهة لبسه في الصلاة، والثانية وصف لحالة واقعية استناداً إلى ما سُمع عن ارتداء البعض لباساً أسود في ذكرى ميلاد الشاه سنة ۱۳۵۷هـ.ش (۱۹۷۸م). ونص عبارتيه في هذين الموضعين هو كالتالي:

«يُكره في لباس المصلّي عدّة أمور، منها: لبس "اللباس الأسود"، واللباس المتّسخ، والضيق، ولباس شارب الخمر، ولباس من لا يتنزّه عن النجاسة، واللباس المطبوع عليه صورة، وفتح أزرار اللباس، ولبس الخاتم الذي عليه صورة». (كتاب "توضيح المسائل"، المسألة ۸۶۵)

«اليوم كان الرابع من آبان، وفي إيران – كما أذاع راديو إيران نفسه – حصلت تظاهرات واضطرابات في كثير من المدن، وقد نُقل أن الناس في قم وشمال طهران وبعض المناطق الأخرى لبسوا السواد، ورفعت رايات سوداء في بعض الأماكن…» (صحيفة الإمام، ج۴، ص ۱۶۱)

أما عبارات الإمام الأخرى بشأن لبس الأفراد أو الأماكن للسواد، فهي كلها على سبيل الوصف للواقع، وليست فتوى أو رأياً شرعياً.

أما بخصوص شخصه، فلم يُرَ الإمام بعد الثورة مرتدياً قميصاً أسود، لكنه كان كثيراً ما يضع عباءة سوداء على كتفيه. وقد ورد عن الإمام الصادق (ع) حديث يقول فيه: «كُره لبس السواد إلا في ثلاثة: الخف، والعمامة، والكساء». ومن المتعارف عليه اليوم بين العلماء الشيعة من نسل الإمام الحسين (ع) أن يلبسوا العمامة السوداء دلالة على الحداد الدائم على جدهم.

كذلك توجد رسالة من الإمام الخميني (قده) إلى المرحوم السيد أحمد الخميني يطلب فيها إرسال عباءة سوداء رشتية خفيفة إليه. (صحيفة الإمام، ج۳، ص ۱۸۶). ونظراً لأن تاريخ هذا الطلب كان في ۳ آذر ۱۳۵۵هـ.ش (۲ ذي الحجة ۱۳۹۶هـ.ق)، أي في موسم بارد واقتراب فصل الشتاء، فإن احتمال أن تكون عبارة "عباءة سوداء رشتية خفيفة" ذات دلالة رمزية ليس مستبعداً. ومن جهة أخرى، وبما أن هذا التاريخ كان قريباً من شهر محرم، فيُحتمل أنه أراد العباءة السوداء استعداداً للعشرة الأولى من محرم.

---------

القسم العربي، الشؤون الدولية.

ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء