تتوفر في هذا المجال، عدة لقاءات صحفية، من بينها الاقصر والاكثر صراحة، كانت في التاسع عشر من أبان 1357 هـ.ش (10 تشرين الثاني 1978 م)، اجاب فيها على سؤال (مشترك) لصحفيين المانيين، فرنسيين، اطاليين، واسبانيين.. اجتمعوا عنده، مايلى السؤال والجواب:
سؤال: (هل يفكر سماحتكم بالإمساك بالسلطة بعد انتصار الثورة والعودة إلى إيران، وهل ستتولون منصب رسمي في الحكومة الجديدة؟)
الإمام الخميني: كلا، نحن نضطلع بمسؤولية الارشاد والتوجيه ولا نفكر الانشغال بأعمال أخرى.
(صحيفة الإمام(ترجمة عربية)، ج4، ص: 307)
حسب عرف اهل السیاسة، التربع على رأس الحكومة او قبول مسؤوليات رسمية في الدولة كأعلى منصب، يعني قبول رئاسة الجمهورية وهي منصب رسمي بالكامل. لذا بالطبع، كان جواب الامام (قدس سره) انه لايقبل ذلك، الاّ انه، قال، ايضاً، في اجابته على السؤال المذكور: "اننا نحمل مسؤولية الهداية".. ولم يقل سماحته، عند الاجابة على اسئلة اخرى، انه لايقبل مسؤولية القيادة، لانه سماحته لم يكن يحب ان يُخاطب بـ (القائد).. بل ما كان يرضاه لنفسه هو دور الهداية. وهكذا، اجاب على سؤال لصحفي دانماركي في الخامس من أذر 1357 هـ.ش (26 تشرين الثاني 1978م) باستخدام (الهداية) بدل (القيادة).
- سيادة آية الله، نحن دائماً نحترم الكبار في السن، أنتم كيف تنظرون في النهاية الى دوركم في الحكومة الإيرانية المقبلة؟ وهل تفكرون بأحد ترونه مناسباً لقيادة الحكومة الجديدة؟
- لدينا أكفاء للقيادة، وفي المستقبل القريب سنقوم بتعريفهم. وليس صحيحاً ما يقال بأنه سيحصل فراغ بغياب الشاه. وحقيقة انا نفسي لا أنوي التدخل المباشر في هذه الشؤون. وعندما تقوم الحكومة أقوم بدور المرشد. (صحيفة الإمام(ترجمة عربية)، ج5، ص: 80)
کذلک فی العاشر من دي 1357 هـ.ش (31 كانون الاول 1978م) تبادل سماحته (قدس سره) الاحاديث مع كلودشاية (الممثل الخاص لقصر الاليزة) وجاك روبر (المدير السياسي العام ومسؤول شؤون الشرق الاوسط وايران ومدير الشؤون القنصلية في وزارة الخارجية الفرنسية). قال جاک روبر[لنفرض أن الشاه رحل، ففي هذه الأحوال من هم الذين يتسلمون السلطة في المرحلة الانتقالية، حتى يتم إنجاز الانتخابات، هل ستكون في يد المتدينيين أو الأشخاص الذين يؤيدهم المتدينون؟]
جواب: ستكون في يد من نحددهم نحن ومن ترشحهم مجالسهم. (صحيفة الإمام(ترجمة عربية)، ج5، ص: 125)
فاذا قيل بأن الامام (قدس سره) تصرّف، على خلاف ماقاله في باريس، بعد انتصار الثورة الاسلامية، فان ذلك لايخلو من (المسامحة)!.. على امتداد 116 يوماً، عندما كان (قدس سره) في فرنسا، اكثر من 150 مرة جاءت عبارة (قائد الثورة) على السنة الصحفيين، لان قبول الشعب، لقيادة الامام، كان طبيعياً و(اظهر من الشمس).. ومن الواضح، ان قائد ثورة ما، لايتوفر له ذلك، دون ان تصل الثورة الى نتيجة.. وليس من العقل او العرف، ترك ذلك او تفويضه، فعندما تتحول القيادة الى مجمع، تتوفر الظروف للانتخابات وبعد الانتخابات (الطبيعي) للقائد، يتسم الاشخاص بعد ذلك بصفة رسمية بالنسبة لمناصبهم.. وهذا ماجاء في دستور الجمهورية الاسلامية الايرانية.