ما هو رأي الإمام الخميني (رض) حول العلاقات بين ايران وامريكا؟

ما هو رأي الإمام الخميني (رض) حول العلاقات بين ايران وامريكا؟

ما هو رأي الإمام الخميني (رض) حول العلاقات بين ايران وامريكا؟
الجواب:
استخدم الإمام الخميني(قدس سره) كلمة امريكا حوالي 4500 مرة خلال فترة نهضته، حيث كانت أكثر المواضيع المذكورة فيها سياسية.ً القليل ممن لا يعرف أن السبب الرئيسي لنفي الإمام الخميني (قدس سره) إلى تركيا و من ثم إلى العراق كان خطابه ضد الحصانة الدبلوماسية والقضائية التي كانت توليها الحكومة الايرانية في ذلك الحين للامريكيين نتيجة لضغوط الامريكية والتي كانت تعتبر الاهانة كبيرة للأمة حيث قال الإمام في خطابه آنذاك:" يا رؤساء جمهوريات الشعوب الاسلامية، يا ملوك شعوب البلاد الاسلامية ، أغيثونا جميعاً. هل يجب أن نٌسحق تحت أقدام أميركا، لأننا شعب ضعيف، إننا اليوم مبتلون بهؤلاء الخبثاء،! فقد ارتكب أبغض ابناء العالم لدى شعبنا مثل هذا الظلم بحق بلد اسلامي"‏ صحيفة الإمام، ج‏1، ص: 371
كان السبب الرئيسي لالتفات الإمام(قدس سره) وتوجهه إلى امريكا هو إدراكه بأن السياسة الخارجية الامريكية أصبحت أكثر عدوانية على نحو متزايد. فهي تسعى من وراء مطامعها غير الشرعية إشعال الحروب، فإن لم تلتفت شعوب العالم لهذا الأمر، فان مستقبل الإنسانية سيكون مستقبلاً مظلماً بسبب امريكا. و بانتصار الثورة الإسلامية سعت امريكا باستمرار للإطاحة بالنظام الإسلامي الجديد حيث نشرت (حكومة الثورة الاسلامية)  أقسامه الوثائق التي تتعلق بهذا الأمر. لهذا أراد الإمام كسر هيمنة سياسة عبودية العالم الامريكية وقطع اليد الامريكية عن ايران وعن الدول الإسلامية ودول العالم الثالث قدر المستطاع. يمكن القول أن الإمام حقق نجاحات كبيرة في هذا المضمار حتى خارج حدود الجمهورية الاسلامية, واستفاد الكثير من الشعوب في العالم من هذه النجاحات. الّا انّه فيما يتعلق بإقامة العلاقات مع امريكا قال سماحته: " لن نقيم علاقة مع أمريكا إلّا أن ترتدع وتكف عن الظلم وتمتنع عن المجئ من ذلك الجزء من العالم إلى لبنان، وأن لا تمد يدها نحو الخليج الفارسي. فما دامت أمريكا هكذا، وأفريقيا الجنوبية تعمل هكذا ، وإسرائيل موجودة فإننا لا نستطيع أن نتعايش معهم" صحيفة الامام، ج19، ص86.
من الطبيعي أنه لو تغيرت السياسة الخارجية لأمريكا حول ايران على الاقل بشكل جيد ومقبول، ويتناسب مع الظروف الجديدة يجب حينها اتخاذ القرار لإقامة العلاقات معها، ومع الالتفات إلى ما قاله الإمام في الأعلى يمكن القول أن الإمام(قدس سره) لا يعارض هذا الأمر. كما فعلت ايران حينما تغيرالنظام السياسي في افريقيا الجنوبية، فقد عملت مباشرة على إقامة علاقات حميمة معها. أما فيما يتعلق بإسرائيل فقد كان للإمام الخميني(قدس سره) رأي حاسم في هذه المسالة، لانّه يعتبرها غير شرعية أصلاً و لم يتحرك لإقامة أية علاقات معها أبداً.

ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء