تحدّث الإمام الخميني (قده) في إحدى ذكرياته عن شجاعة الشهيد آية الله السيّد حسن المدرّس، وذكر مشاركته في إحدى جلسات درسه، فقال:
«لقد لاحظتم وقرأتم تاريخ المرحوم المدرّس: سيّد نحيلٌ يابس، ـ أقول ـ بثيابٍ من الكرباس، حتى إنّ أحد الشعراء كان من جملة ما هجاه به أنّه يلبس سروالاً من الكرباس! مثلُ هذا الرجل وقف بوجه تلك الديكتاتوريّة، وكلّ من أدرك تلك الفترة يعلم أنّ عهد رضا شاه لم يكن كعهد محمد رضا شاه. كان في ذلك الزمن طغيانٌ قلّ أن شهدته تواريخُنا، ومع ذلك وقف بوجهه؛ في المجلس، وفي خارجه. حتى إنّ رضا شاه قال له مرة: "سيّد! ماذا تريد مني؟" فأجابه: "أريد أن لا تكون! أريد أن لا تكون!"
هذا الرجل ـ وقد حضرتُ درسَه يوماً ـ كان يأتي إلى مدرسة سبهسالار، وهي اليوم مدرسة الشهيد مطهري، ليلقي درسه. ذهبتُ إلى درسه يوماً، فبدی كأنّه لا شُغل له سوى أنه طالب علم يدرّس؛ وكانت له هذه القوّة الروحيّة. مع أنّه في تلك الفترة كان في قلب الأحداث السياسيّة التي كان يجب عليه أن يذهب إلى المجلس ليُصلح تلك الأوضاع. من هناك ـ من عندنا ـ كان يذهب إلى المجلس. وقد رأيتُ المجلس في ذلك الوقت أيضاً، وكان شخصاً يهابه الجميع ويُحسب له حساب.»
-------
القسم العربي، الشؤون الدولیة.